12 سبتمبر 2025

تسجيل

إيه وحياتك مشمولين

31 مايو 2021

بابا الفاتيكان سيجتمع بممثلين عن مسيحيي لبنان مطلع يونيو المقبل لمناقشة الوضع المثير للقلق في وطننا والصلاة من أجل نعمة السلام والاستقرار. أعتقد أن لبنان هو من أكثر البلدان التي رُفعت من أجلها الصلوات حول العالم في العصر الحديث، حيث الصلاة على أرواح ضحايا الحرب، والاغتيالات، والانفجارات والتفجيرات، والشهداء الأحياء منهم والأموات، وبالتالي يبدو أنه بيننا وبين السماء سدّ منيع، على الرغم من أن فيروز غنّت "هون السما قريبة بتسمعنا يا حبيبي"، لكن إلى الآن لم تسمعنا السماء يا حبيبي، فصلواتنا غير صادقة كفاية ولا يُنجيكم إّلا الصدق. كل روايات مسقط رأس كورونا غير صادقة حتى الساعة، إذ ما نفته الصين سابقًا عن نظرية نشأة هذا الفيروس في مختبر ووهان، عارضته مؤخرًا استخبارات غربية ومن بينها بريطانية، حيث أعلن البروفيسور البريطاني أنغوس دالغليش وعالم الفيروسات النرويجي بيرغر سورنسن، أنهما عثرا على دليل يثبت الأصل المختبري للفيروس وأنّ خصائص الفيروس يشير إلى وجود "تلاعب مستهدف". في حال ثبوت نظرية "المختبر" والتلاعب، من سيُقدّم العلماء المتآمرون للمحاكمة؟ وأين ستتم محاكمتهم؟ هل سيتحقق سيناريو الحوكمة العالمية ويُصار إلى تشكيل إدارة عالمية تمهيدية على الأقلّ "أون لاين"؟ التعليم "أون لاين" سيُغير حتمًا مستقبل الدول، فمن خلال محادثة قصيرة مع طفل بعمر 9 سنوات، نستنتج أن أصدقاءه في الصفّ الدراسيّ عن بُعد، هم القادرون على مشاركته ومجاراته في ألعاب الفيديو، على خلاف أصدقائه الحقيقيين السابقين في المدرسة الذين أصبحوا طيّ النسيان، وأنّ عمليات الغشّ أصبحت أكثر سهولة وشيوعًا، ما يُحتم على مجتمعاتنا إعطاء الأولوية للمناهج المعتمدة على القيم والأخلاق لأن المعرفة ستكون شاملة ومتوفرة "أون لاين" لكن الأخلاق والقدرة على التمييز بين ما هو أخلاقي وغير أخلاقيّ هي السلعة الثمينة التي سُتعيد تشكيل مصير الدول التي ستُباع بعضها في السوق السوداء. الفطر الأسود والنسخة الفيتنامية من كوفيد-19 ويستمر مسلسل الحرب البيولوجية في فرصة سياسية لمن يريد قطف ثمارها، فالهمّ الإنساني المشترك اليوم هو بقاء الإنسان على قيد الحياة في مواجهة هذه الفيروسات، فيما التسويات السياسية تلوح في الأفق وبالـ"الطراوة" مقابل تراجع العمليات العسكرية حول العالم، وهذا ما يقودنا إلى #فلسطين_قضيتي. الصحف العالمية الرائدة والقنوات الغربية الفضائية تبنّت حقوق الشعب الفلسطيني في صحوة مفاجئة للضمير العالمي مع توجيهات رسمية عالمية مستحدثة لدعم هذه القضية وكشف وثائق غربية روسية ذات صلة، ما يشير إلى توجه دولي نحو سيناريو التسوية الشاملة، واحتواء اعلامي مُسبق لمشاعر المسلمين عبر الإيحاء لهم أن المجتمع الدولي بكلّ مكّوناته متكفل بتحصيل حقوق الفلسطينيين بعيدًا عن الشارع و"النضال التقليدي" وأن وسائل التواصل الاجتماعي هي حائط المبكى خطّ الدفاع الأول ليتخلّوا عن المنهج التقليدي في المقاومة. وفي منهج غير تقليدي، اعتذرت فرنسا لرواندا عن تورطها في الإبادة الجماعية عام 1994طالبةً الصفح والمغفرة عن المشاركة في قتل 800 ألف شخص؛ تبع ذلك اعتراف ألمانيا رسمياً بجرائمها قبل قرن بحق شعبي هيريرو وناما في ناميبيا؛ ما يُشيع أجواء فصل الأنظمة الأوروبية المعاصرة نفسها عن الممارسات الأوروبية السابقة، والتبرأ منها. فهل سيأتي مستقبلًا رئيس وزراء إسرائيلي يُبرأ أسلافه من مجازر الإبادة الجماعية بحقّ الشعبين الفلسطيني واللبناني حيث السلام والتطبيع يتطلبان هوية متجددة زائفة. الهوية السياحية للدول قيد الدرس، مع اختفاء 60 مليون وظيفة في القطاع السياحي بسبب كورونا، وتأسيس الصندوق الدولي للسياحة الشاملة. إذا قرأتَ جيدًا خلف السطور ستُدرك أن مصطلح "الشمولية" يغلب على مصطلح "الخصوصية أو التفرّد".. التطعيم الشامل، السلام الشامل، السياحة الشاملة، الفهم الشامل.. هذا ويتفق غالبية علماء السياسة والاجتماع على "أن الشمولية هي مرض اجتماعي خطير".