12 نوفمبر 2025

تسجيل

الصاحب بن عباد، الوزير العالِم

31 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نادرةُ دهرِهِ وأُعجوبةُ عصره فِي الفضائل والمكارم، الفصيح المفوه، واللغوي البارع إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني، ولد في الطالقان (من أعمال قزوين) عام 326هـ ، وتوفي بالري ونقل إلى أصبهان فدفن فيها 385هـ. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر الدولة. وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل: لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له صاحب ابن العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب. أخذ الأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن أحْمَد بْن فارس. وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدّث باليسير، وأملى مجالس روى فِيهَا عَنْ: عَبْداللَّه بْن جَعْفَر بْن فارس، وأَحْمَد بْن كامل بْن شَجَرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن اللُّنباني، وسُليمان الطَّبَراني، وطائفة. رَوَى عَنْهُ: أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر ابن المقرئ.صنف الصاحب فِي اللغة كتابًا سمّاه "المحيط" فِي سبع مجلدات، وله "الكافي" فِي الترسل، و"الأعياد"، و" الإمَامة " ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وثبت إمامة من تقدمه. و "الوزراء"، و"الكشف عن مساوئ شعر المتنبي"، و "أسماء اللَّه وصفاته ".ويحكى أنه لما صنف كتاب الوقف والابتداء كان ذلك في شبابه، فأرسل إليه ابن الأنباري يقول: إنما صنفت كتاب الوقف والابتداء بعد أن نظرت في سبعين كتاباً تتعلق بهذا العلم، فكيف صنعت هذا الكتاب مع حداثة سنك؟ فقال الصاحب للرسول: قل للشيخ: نظرت في النيف وسبعين التي نظرت فيها، ونظرت في كتابك أيضاً.ورد أنَّه جمع من الكتب ما كَانَ يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جَمَل، ولما عزم عَلَى الإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا سماه "بيت التَّوْبة".وكان الصاحب ينفذ في السنة إلى بغداد خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلى الفلسفة، وحينما عوفي من مرض ألمَّ به تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار.ولما تُوُفِّي ـ يرحمه الله ـ أُغْلِقَتْ لَهُ مدينة الرّيّ، واجتمع الناس على باب قصره، وحضر مخدومه وسائر الأمراء، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.