14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أَبُو نصر إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي، من أَعَاجِيب الدُّنْيَا وَذَلِكَ أَنه من الفاراب إِحْدَى بِلَاد التّرْك وَهُوَ إِمَام فِي علم لُغَة الْعَرَب، لم يتأخر فيها عن شرط أقرانه، ولا انحدر عن درجة أبناء زمانه.وخطه يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحسن، وَيذكر فِي الخطوط المنسوبة لخط ابْن مقلة ومهلهل واليزيدي، ثمَّ هُوَ من فرسَان الْكَلَام، وَمِمَّنْ آتَاهُ الله قُوَّة وبصيرة وَحسن سريرة وسيرة. وَأَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي ضَبطِ اللُّغَةِ.كَانَ الْجَوْهَرِي يُؤثر السّفر على الوطن، والغربة على السكن والمسكن، ويخترق البدو والحضر، وَيدخل ديار ربيعَة وَمُضر فِي طلب الْأَدَب وإتقان لُغَة الْعَرَب. وَحين قضى وطره من قطع الْآفَاق والاقتباس من عُلَمَاء الشَّام وَالْعراق عاود خُرَاسَان وتطرق الدامغان؛ فأنزله أَبُو عَليّ الْحسن ابْن عَليّ وَهُوَ من أَعْيَان الْكتاب وأفراد الْفُضَلَاء عِنْده وبذل فِي إكرام مثواه وإحسان قراه جهده. وَأخذ من أدبه وخطه حَظه ثمَّ سرحه بِإِحْسَان إِلَى نيسابور، فَلم يزل مُقيما بهَا على التدريس والتأليف وَتَعْلِيم الْخط الأنيق وَكِتَابَة الْمَصَاحِف والدفاتر اللطائف حَتَّى مضى لسبيله عَن آثَار جميلَة وأخبار حميدة. قال صاحب (نزهة الألباء): وأما أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، فإنه كان أديبًا فاضلاً، أخذ عن أبي علي الفارسي، وعن خاله أبي إبراهيم الفارابي صاحب ديوان الأدب. وصنف الصحاح في اللغة للأستاذ أبي منصور البيشكي، وحصل سماع أبي منصور منه إلى باب الضاد المعجمة. من أشهر ما صنف الجوهري كتاب الصّحاح في اللغة، وهو أكبر وأقرب متناولا من مجمل اللّغة. وفيه يقول أبو محمد إسماعيل بن محمد النيسابورىّ وكان عنده الكتاب بخط مؤلّفه:هذا كتاب الصّحاح سيّد ما صنّف قبل الصّحاح في الأدبيشمل أنواعــــه ويجــــمع مــا فــــرّق في غــيره مـــــن الكتــــــبوهكذا كتاب الصّحاح قد سار في الآفاق، وبلغ مبلغ الرّفاق، ولمّا دَخلتْ منه نسخة إلى مصر نظرها العلماء، فاستجودوا مأخذها وقربه.وَلِلجَوْهَرِيِّ أيضا نَظْمٌ حَسَنٌ، وَمُقَدِمَةٌ فِي النَّحْوِ. قَالَ جَمَالُ الدِّيْنِ عَلِيّ بن يُوْسُفَ القِفْطِي: مَاتَ الجَوْهَرِيّ مُتَرَدِّياً مِنْ سَطْحِ دَارِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ثُمَّ قَالَ: وَقِيْلَ: مَاتَ ـــ رَحِمَهُ اللهُ ــــ فِي حُدُوْدِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ.