11 سبتمبر 2025

تسجيل

سمو الشيخة موزا رائدة المسؤولية الاجتماعية

31 مايو 2016

المسؤولية الاجتماعية تعتبر مسؤولية مشتركة لكل فئات وشرائح المجتمع لما لها من دور وواجبات مشتركة للحفاظ على التوازن الاقتصادي والتنموي فى إطار بيئى إيجابي وصحي واجتماعي يحقق الاستقرار والتماسك الاجتماعي الإنساني بما يتماشى مع رؤية الدولة 2030 وتماسكها فى آن واحد على الوحدة المجتمعية، وربما تمثل المرأة نصف المجتمع فى هذا الإطار، ولكن ما نراه من واقع ملموس انها تمثل المجتمع بأكمله وهذا ما نراه كنموذج لقيادة قطرية تتمثل في سمو الشيخة موزا بنت ناصر، لها ريع كبير كامرأة في الجانب الثقافي والتعليمي والاجتماعي والتطوعي، اخترقت العديد من التحديات على مدار سنوات وحتى تحقق كانجازات اجتماعية وتعليمية وتطوعية على أرض الواقع، ولم ينهل منه المجتمع القطري فقط ولكن امتد عطاؤها الاجتماعي والتعليمي على المستوى العالمي وأصبحت نموذجا حيا لكل امرأة قطرية وعربية كيف توظف مهاراتها ووعيها وفكرها من خلال الأنشطة والمبادرات لخدمة المجتمعات الإنسانية والاجتماعية، ولو تم تسليط الضوء على إسهاماتها والتى تتمثل بإنشاء مؤسسة العمل الاجتماعي التي بدأت فكرة تدشينها من 2003 وتخدم فئات كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والأيتام وتوفير حياة اجتماعية تسمو للرفاهية الاجتماعية والتأهيلية من خلال الاهتمام بهذه الشريحة الاجتماعية وعنايتها الخاصة من خلال تسخير كافة الخدمات الاقتصادية والتعليمية والتربوية كشريحة تلعب دورا كبيرا في المجتمع وتحتاج العناية والاهتمام بالدرجة الاولى، ولا يغفل علينا دور مركز الإنماء الاجتماعى وهدفه تنمية الحياة الاجتماعية والاقتصادية فى قطر من دعم الأسرة القطرية وتوفير البرامج المتخصصة التى تمكنهم اجتماعيا واقتصاديا ويعتمدون على ذاتهم من خلال هذه البرامج المتخصصة، ولا يغفل علينا دعمها الاجتماعى والنفسى والقيادى للمرأة القطرية فى كافة المجالات وبالفعل تولت المرأة العديد من المناصب القيادية والاجتماعية والتطوعية وأثبتت جدارتها من خلال هذه المناصب، ويليها مشروع (صلتك) وتم تأسيسه عام 2008 كمبادرة إقليمية اجتماعية تعمل على خلق الوظائف وتوسيع الفرص للشباب، ورعايتها للعديد من المؤسسات التنموية للارتقاء بالعمل الخيرى وربما هذا ماجعل العمل الخيرى يتغير ويشهد تطورا فى آفاقه، وايضا مؤسسة (روتا) أيادى الخير نحو آسيا عام 2005 وهى مؤسسة غير ربحية وهدفها تعزيز المجتمعات من خلال توفير فرص عمل نوعية للتعليم الابتدائى والثانوى للاطفال المتضررين من الأزمات فى جميع انحاء آسيا، وتسعى البرامج فى روتا التطوعية الى خلق برامج للمتطوعين والمواطنين عالميا فى داخل قطر وتكون مبادرتهم تنمية ورفاهية المجتمعات المحلية وإيجابية بصورة اكبر الى ما هو أقل حظا فى كل انحاء آسيا، ومبادرتها الانسانية (علم طفلا) وهى مبادرة عالمية تستهدف خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم الأساسى فى مختلف انحاء العالم وكذلك حملة التعليم للجميع التى ظهرت لاول مرة فى المؤتمر العالمي للتعليم سنة 1999 لمناقشة التعليم للجميع فى داكار فى السنغال، وإيمانا منها بأهمية التراث الإنساني والاجتماعي وأهميته في تعزيز التماسك والتكافل المجتمعي والاجتماعي قامت سموها بفكرة الوقف فى الشريعة الاسلامية حيث تم وقف بئر ريعها لتمويل المشاريع البحثية، ووظفت الجانب الاقتصادى مع الإنساني من خلال الخبرات الدولية في إطار التعليم والبحوث العلمية، ودورها البارز في أهمية التعليم في ظل الحروب وآثارها على الحراك التربوى إيمانا منها بالمسؤولية التعليمية والإنسانية في آن واحد، وهذا ما أشارت إليه خلال مشاركتها حول التعليم في الطوارئ ضمن أعمال مؤتمر القمة العالمية للعمل الإنساني المنعقدة فى اسطنبول، ونوهت بأن ما يحدث الآن ليس مجرد حوادث ناجمة عن الحرب وانما يتعرض التعليم للاعتداء المتواصل وأصبحت مدارسنا ساحات للحرب وان الوقت قد آن للرد، حرصا منها على العملية التربوية لهذه الفئات وحرمتها الحروب من القدرة على مواصلة حقوقهم التعليمية، ولذا فسموها لها بصمات بعيدة المدى على الساحة القطرية والعالمية نابع من إيمانها الإنساني والاجتماعي، حتى شملت كافة الشرائح المجتمعية التى تحتاج الدعم وصولا إلى أعلى درجة من الرفاهية الاجتماعية والتعليمية والتطوعية وربما نابع اهتمامها من البيئة القطرية التي تسمو بها كافة ألوان القيم والمسؤولية الاجتماعية ابتداء من الأجداد قبل الانفتاح والحراك الاقتصادى وحتى تشيد به دولة قطر وقياداتها الآن، ولذا نتمنى من كل امرأة ان تكون نموذجا من إنسانيتها ومبادراتها الاجتماعية ونحن أهل لذلك.