27 أكتوبر 2025
تسجيلقرأت مقالة من جريدة أمريكية تركز على موضوع جدير بالاهتمام، قدمت المقالة فرضية جميلة، وهي أننا كلما تقدمنا في السن كلما زاد رشدنا، وأدركنا على مهل أننا إذا لبسنا ساعة ب 300 دولار أو ب 3 آلاف دولار فكلاهما يعطيانك نفس التوقيت، وإذا امتلكنا محفظة نقود سعرها 300 دولار أو سعرها 3000 دولار فما بداخلها هو نفس المصروف، وإذا عشنا في مسكن مساحته 300 أو 3000 متر مربع فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد. في نهاية المطاف سندرك أن السعادة القلبية لا تتيسر من الأشياء المادية. فسواء ركوبك مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية فإنك تحط الرحال مع هبوطها، وهنا تتكون لدينا القناعة بأن السعادة ليست في وفرة المال، ولا سطوة الجاه، ولا كثرة الولد، ولا نيل المنفعة، ولا في العلم المادي، السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه: صفاء نفس، وطمأنينة قلب، وانشراح صدر، وراحة ضمير.تعتبر السعادة أمرا نسبيا يختلف من شخص إلى آخر، فكل فرد لديه شيء أو أشياء خاصة به تجعله سعيدا، فتجد أن البعض يشعر بالسعادة عند المطالعة، وآخر عند الاستجمام وغيره، ويوجد من يشعر بالسعادة عند العمل، الذي في نفس الوقت يعتبر آخرون أن نفس ذلك العمل شاق ومتعب.أتمنى أن نتعلم أن شريكة الحياة والإخوة والأخوات والرفاق والأصدقاء الذين ننادمهم ونضحك معهم هؤلاء هم مصدر السعادة بأحلى معانيها. في تلك المقالة الأمريكية يتوصل الكاتب إلى ست حقائق لا مناص منها في الحياة يلخصها في الآتي:لا تحث أولادك على أن يكونوا أغنياء، بل علمهم كيف يكونون سعداء، وعندما يكبرون سينظروا إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها-من يحبك لن يتخلى عنك، فحتى لو كان له 100 سبب لهجرانك فإنه سيجد سببا واحدا للتمسك بك والبقاء إلى جانبك-هناك فرق كبير بين أن توجد كإنسان وبين أن تعيش كإنسان، والقليل من الناس هم الذين يدركون ذلك-هناك أحباب لك عند ولادتك وهناك أحباب لك عند وفاتك وبين ذلك عليك أن تحسن التصرف في اكتساب المحبين-إذا كان مقصدك أن تمشي سريعا، امش وحدك أما إذا أردت أن تسير إلى أبعد مدى فعليك اختيار الأصحاب. علماء من معهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا في روسيا، اكتشفوا أن بعض خلايا جسم الإنسان لها القدرة على إفراز هرمون "مصدر السعادة اللا محدودة" في جسم الإنسان، وتبين لهم من خلال التجارب المخبرية أن هذه الخلايا قادرة على الاحتفاظ بهرمون السعادة بداخلها. وأمام المختبرات العلمية واختبارات الحياة، كثيراً ما يجد المرء نفسه بحاجة لمن يربت على كتفه، وينشر في أوصاله شحنة من التفاؤل والأمل.ما أجمل أن يكون للشخص شريكا للحياة ورفيقا للأيام، يخبرنا أننا قادرون حقاً على مواجهة الأيام، فالرضا درجة أعلى من درجة الصبر لا يبلغها إلا من آتاه الله إيمانا كاملا وصبرا جميلا، فترى الراضي مسرورا راضيا فيما حل به. كل تلك التساؤلات تدعونا إلى التأمل، وتذكرنا بنعم الله علينا لنسعد بما لدينا، فنحن نعيش وسط جو مليء بنعم الله، ولابد للإنسان من أن يدرك تلك النعم، لتتحقق لنا السعادة المفقودة. وسلامتكم