13 سبتمبر 2025

تسجيل

انكسار على قارعة الطريق

31 مايو 2015

نجوم الليل هامدة ولامعة … تقف على لوحة السماء كريشة مرابطة …كانت عارية تحدوها ثياب متقطعة هي ذاتها السحب البيضاء …تُغطي ما بان منها من جسد مكدود..وأنا أنام على يمين وجعي …أقرأ أذكار النوم … وأداري شظايا اهتزت وربت على كتفي!كنت أحسب السنوات العجاف …وأقسم الناتج على ثلاث وثلاثين سنة من عمري …فتظهر القسمة ويختلف حولي الحمقى …يرون ظلي في كل مكان..في لوحاتهم المعلّقة …في كتبهم القديمة …في جرائدهم..في صحراء أذهانهم …ظلي معهم … هناك!يقيّدونه …ثم يشعلون الحطب تحت رجليه …ليلتفوا حوله بصورة دائرية!متماسكين … كقوى الشر … لا يعلمون أن ظلي لا يحترق … وأنهم أشعلوا بداخلي الكلمات!أحرقتهم تباعاً …فخرجوا من أرضي بلا ملامح …وهرعوا إلى قبر يأويهم ولكن لا مفر!***رأيت للأعلى …هناك رجل سيسقط … ولكن سقوطه أسود دامس!ليموت وينتثر سوءه على الأرض …وتتدحرج نواياه ليفتضح أمره أمام أرصفة الشوارع..وأضواء البيوت … وجذوع الشجر …هذا ما جنته يداه في سنة كبيسة …وشهر رجراج …ويوم وضيع …فعلى جبينه جُفت صحيفته … هذا ما فعل!***خطواتي تسبقني إلى ما لا نهاية …في شارع طويل..والأرصفة تحمل خطوات السائرين …وأحذيتهم …أنا أسير بطريقة عكسية … أحمل أشياءً لا تخص الغير …لوحدي … ليس بجانبي أحد … وهذا ما أردت!أبقى وحدي … وأحتفظ بسري في ذلك الصندوق … دون تطفل الأهفاء …وسخافة المأفونين …أسير عكس التيار … لتتحرك الأفواه …وتغزوها الأرانب!***في الصباح … جميعهم يفيقون لأعمالهم … ليتناولوا وجبة إفطار في إحدى الفنادق الفاخرة …ليسيروا تحت ظلال المباني …ليقرأوا الجرائد …ليستمعوا للأخبار الإذاعية …وأسعار السوق …ليتناوبوا على النميمية …ليلتصقوا على الأبواب الخشبية المُزخرفة …ليجدفّوا فوق بحر الحبر …ليزعجوا الآخرين بأسئلتهم …ليمارسوا حقاً غير مشروع … ثم ينامون بسكينة …إلا أنا … فأنا مشروع شجرة لا تنام!***بصمت أو بآخر هو لا يعرف ما الذي يدور حوله …أنا أحسده …ولا يمكنني أن أُشفق عليه …فأنا أؤيده!هو أصم.. لا يسمع حكايات المتضعضعين …هو أبكم … لا يرّد على ألسنة الدخلاء …هو أعمى … لا يلمح أقنعة المتصنعيّن!هكذا حياته ستكون أطهر … وصحيفته بلا خطيئة …وسيمضي في برزخه بعيداً عن صدى الآهات …