الشاحنات.. خطر على الأرواح!!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، كل يوم نتفاجأ بأخبار الحوادث: رافعة تسقط وتقتل عاملاً، حاوية كبيرة تسقط على سيارة بيك اب صغيرة وتسحق سائقها، شاحنة تهرس سيارة بيك اب مع ركابها، شباب تسحقهم شاحنة ويصبحون في عداد الموتى، حوادث وقعت في أيام متتالية في أسبوع واحد راح ضحيتها سبعة أرواح.التساؤل: إلى متى يظل يستمر نزيف الدم على الاسفلت؟ حوادث وأغلبها تسببها الشاحنات التي تسير وسط الشوارع وتتجاوز في سيرها قوانين المرور بل أن أغلب من يقودها لا يهمه من أمامه وتراه يسابق السيارات، بل يغضب عندما تحتج عليه وتكلمه بأن يخفف السرعة، لقد أصبح هؤلاء السائقون للشاحنات والمعدات الضخمة يسيرون بدون أي هوادة وفي أوقات الذروة ولا ناهي لهم، تمر عليك الشاحنة الضخمة وتكون أنت في سيارتك كأنك نملة أمام فيل هائج!أرواح تذهب وقلوب تبكي دماً على فلذات الأكباد الذين خرجوا من البيت وأسرهم تنتظرهم وأبناؤهم يتربصون بالباب، فالأب سيدخل بعد قليل محمل بالحلوى، وأمهات كن قد ودعن أبناءهن وهم يرتحلون إلى الخارج للعمل ويحلمن باليوم الذي يعودون فيه وينتشلونهن من الفقر والفاقة، وها هن يتسلمن توابيت تحمل جثامين هؤلاء الأبناء بدون أي أمل في رؤيتهم!! وهن اللاتي كن ينتظرن قدومهم محملين بالهدايا وما يمكن أن يرفع مستواهم المادي والاجتماعي، ولكن لحظة تهور من سائق شاحنة تهدم كل ذلك.قد يقول البعض إنه قدرهم ومنيتهم، نعم نؤمن بالله العظيم الذي يقبض الأرواح ويتوفى الأنفس والأجل لا يؤجل ولكن هناك أسباباً لهذا الأجل لا يمكن أن نبعدها وهو التهور والاستهتار بأرواح الناس والغرور الذي يركب رأس البعض ويخيل إليه أن الشارع ملك له يتصرف فيه كيفما يشاء.فكم من نفس بريئة ذهبت بسبب هذا الاستهتار والفوضى اللذين يعمان الشوارع وخاصة وقت الذروة الذي يتسابق فيه الجميع ليصل إلى مبتغاه بغض النظر عمن حوله ويزدحم الشارع بالشاحنات والمعدات الكبيرة والكسارات التي تتحول فيها السيارات الصغيرة وقتها إلى قطع تشبه قطع "اللوجو".إن الأمر يحتاج إلى مزيد من الحزم لمثل هذه السيارات ومنعها من السير في نفس الشوارع التي تسير فيها المركبات وخاصة في وقت الذروة وأن تكون هناك توعية فعالة لأصحاب هذه السيارات بلغاتهم المختلفة من خلال وسائل الإعلام أو منابر الخطابة أو الملصقات وغيرها حتى نتقي شرها وخطورتها، بالإضافة إلى تحديد الأوقات والشوارع التي تمر بها.