الموظف المتميز

اعتاد كثير من المؤسسات والشركات الكبرى خاصة ذات النفع العام تحفيز أداء موظفيها خاصة أولئك العاملين في مجال الفنادق والسياحة والمطارات وتخصص لهم جوائز قيمة لأفضل موظف قام بأداء وظيفته وأعطى صورة حسنة عن المؤسسة التي ينتمي لها وفق معايير العمل المناط به، وتركز الجوائز غالبا على العاملين بوظائف مهنية تتضمن حجم ونوعية الأداء وطبيعة الإنجازات وتتطلب وقتاً وجهداً وعملاً دؤوباً. بعض الجهات الحكومية بدأت في السير على نهج المؤسسات الخاصة بوضع حوافز لموظفيها واعتمدت على معايير أداء ترتكز على مبادرة الموظف بتقديم أفكار مبدعة تسهم في تطوير الأداء أو تحسينه آخذة في الاعتبار درجة تعاون الموظف مع المتعاملين من خارج المؤسسة ومن داخلها ومدى إيجابيته في التعامل معهم، بالإضافة إلى قدرة الموظف الإشرافية على التخطيط والتنظيم والتوجيه، وعلى مدى رغبة وقدرة الموظف على تعلم المهارات المتعلقة بمهام عمله . جائزة الموظف المتميز التي بادرت بها مؤخرا وزارة البلدية والتخطيط العمراني لتحفيز وتشجيع موظفيها على رفع الكفاءة والجودة في العمل وتطوير الأداء، تحتاج إلى نظرة بعيدة المدى باعتبار ذلك قدوة لباقي وزارات الدولة لنقول للمحسن أحسنت وللمتراخي شد حيلك، مدير إدارة الموارد البشرية بالوزارة ألمح إلى أنه سيتم تكريم الموظفين المتميزين نهاية كل عام بشهادة شكر وهدية عينية، وإقامة حفل سنوي لتكريم جميع الموظفين المتميزين، الأمر الذي سيترك شعورا بالرضا الوظيفي للموظف المجتهد بالتميز عن أقرانه . الجائزة والتكريم الذي تبنته وزارة البلدية منفردة تعد خطوة إستراتيجية من الوزارة لتحفيز العاملين في المجال البلدي، كما أنها تعدّ الأولى على مستوى الدولة في القطاع الحكومي كونها تسعى إلى حفز العاملين في الوزارة الأكثر خدمية للمواطنين على التميز والإبداع وعلى الجودة في العمل. التوجه في نهج الدولة بالطبع هو الإبداع والابتكار الذي نحصد نتائجه ويعود بالنفع على الوطن ومؤسساته ومجتمعه، فالدولة برمتها عبارة عن منظومة إدارية تتكاتف فيما بينها لتشكل أساساً متلاحماً ومتناغماً، له الدور البارز في الارتقاء بالدولة، ويعتبر التكريم إحدى السبل لذلك . والمطلوب من الآن تشجيع وتحفيز جميع موظفي الدولة، ودفعهم للمساهمة المستمرة في تطوير العمل بالإبداع والابتكار المستمر . هناك فئات في المجتمع قضوا زهرة أعمارهم في الوظيفة دون أن يجدوا في نهاية خدماتهم أي تقدير أو كلمة شكر، والالتفات إليهم وتحفيزهم على الأداء يخلق لديهم حالة ارتياح نفسي وشعور بأنه عنصر مهم وفاعل في مؤسسته ومقدر جهده حين مغادرته لها . بادرة وزارة البلدية والتخطيط العمراني نتمنى أن تجد صداها في أروقة الوزارات الأخرى ذات النفع العام ونسمع في الأيام القادمة عن جوائز وشهادات تكريم تحفظ للموظف ما بذله من جهد وتفان في حياته من أجل رفعة ورقي الوطن. وسلامتكم