14 سبتمبر 2025

تسجيل

فلنتعظ من فاجعة فيلاجيو

31 مايو 2012

* عبرت قطر وكل من يعيش على ثراها الطيب عن حزنها العميق على ضحايا حريق مجمع فيلاجيو الذين كان معظمهم من الأطفال الأبرياء، وتجسد ذلك من خلال وقفتهم الصادقة بكل أطيافهم ومشاربهم مع أهالي الضحايا، مطالبين الجهات المختصة بمحاسبة المسئولين عن الحادثة وجعلهم عبرة لمن لا يعتبر. * الجهود التي بذلها رجال الدفاع المدني والفزعة والإنقاذ والتدخل الطبي والطواقم الإسعافية أثبتت أننا عند الشدائد نكون كالرجل الواحد، والدليل على ذلك استبسال كل من كان في الموقع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح عالقة في المجمع، أسفرت عن استشهاد بطلين من أبطال الدفاع المدني لم يتوانى أحد منهم او يتردد في مجابهة الموت في سبيل إنقاذ أي نفس بشرية. * هذه الفاجعة أفرزت لنا عدة شواهد، أهمها أنه عند الإعلان عن الرقم الرسمي لضحايا الحادث المأساوي، سارعت بعض الجهات إلى التبرير وإعلان عدم مسئوليتها عن الحادث قبل أن يتم حتى توجيه أي لوم الى أحد، ومع أن سمو ولي العهد نائب الأمير أعطى أوامره السامية بالبدء بالتحقيق في الحادث ومعرفة المتسبب في هذه الفاجعة، إلا أن هذه الجهات استبقت الأمور وانطبق عليها المثل القائل "اللي في بطنه ريح.. ما يستريح"!! * سعادة وزير الدولة للشئون الداخلية أعلن في المؤتمر الصحفي أن مسئولية الوزارة تقتصر على إجراءات الأمن والسلامة في المجمع، والشواهد والحقائق كلها تؤكد أن المجمع يفتقر للعديد من وسائل وإجراءات الأمن والسلامة، كما أن تخطيط المجمع في الأصل عليه العديد من علامات الاستفهام، وكان من المفترض على الوزارة أن تبدي ولو ملاحظة واحدة على هذا الأمر، كونه يتعلق بالمرتكزات التي تقوم عليها إجراءات الأمن والسلامة، فالمجمع مبنيٌ على هيئة "كرتون" وليس هناك بوابات واضحة للطوارئ، وإلا فكيف نفسر أن معظم عمليات الإنقاذ تمت من على سطح المبنى.. "خوووش مجمع"!!! * محمود حيدر هو أحد شهداء الواجب من رجال الدفاع المدني، روى العديد ممن شاهدوا شجاعة واستبسال هذا البطل، كيف أنه حتى آخر لحظة في حياته لم يبدِ أي تخوف وهو يصارع الموت ويجابه النيران والأدخنة، التي حجبت الرؤية تماما في المجمع ولم توقفه عن واجبه الإنساني في إنقاذ الأرواح التي تستنجد بمن يستطيع أن ينقذها من الموت. هذا البطل من مواليد قطر وعاش وترعرع على أرضها الطيبة، وأخلص لها وأحبها كثيرا لأنها أعطته الصفات التي جبل عليها كل من عاش على أرضها، عند التحاقه بخدمة الدفاع المدني لم يتلق الحوافز المالية التي يتلقاها غيره من إخواننا العرب العاملين في هذه الجهة، ومع هذا لم يعترض على هذا الشيء وقنع بالرزق الذي كتبه الله له، رغم انها من المهن التي يتعرض فيها موظفها للمخاطر في كل يوم وليلة، محمود لم يتم تكريمه في حياته.. وحري بقطر ممثلة بوزارة الداخلية أن تكرم هذا الشهيد البطل وأهله وأن تمنحهم الجنسية جراء بطولته التي قام بها في هذا الحريق، فليس اللاعبون والفنانون الذين يمارسون مهناً هامشية بأعظم من دور من ضحى بحياته من أجل إنقاذ أنفس بشرية ومن أجل قطر وأرضها الطيبة. * هذه الفاجعة يجب أن تجعل الدولة ممثلة بوزارة الداخلية تضع نصب اهتمامها ضمان جاهزية كامل إجراءات الأمن والسلامة في المجمعات التجارية والأبراج والمجمعات السكنية حتى لا تتكرر هذه الحادثة المؤسفة. * في اعتقادي أن قرار حبس مالك المجمع ومالكة الحضانة هو أمر صائب، لأنهم أصحاب العلاقة المباشرة بالحادثة، حتى تستكمل باقي إجراءات عمل اللجنة المشكلة من قبل سمو ولي العهد، ولعل هذا القرار من شأنه أن يجعل كل من يرغب في إنشاء مشروع تجاري يأخذ في حسبانه أولاً وآخراً أرواح الناس وليس فقط نوعية ما سيقدمه من خدمات وعروض، ولا يكون للمحسوبية والواسطة أي دورٍ في تمرير هذه المشاريع دون حسيب ولا رقيب.