14 سبتمبر 2025
تسجيليتساءل بعض من يتابع مقالاتي عن غيابي أحيانا عن الكتابة وبالطبع هذا يكون بشكل طارئ حيث إنني أحيانا أكون بوعكة صحية تجعلني أبتعد قليلا عن الكتابة وخاصة في هذه الأشهر التي يتقلب فيها الطقس، وقد أعجز عن الكتابة وأتأخر فأعتذر. ولكن عاهدت نفسي أنني سأظل أكتب وأتواصل مع الحياة ومن حولي بكلماتي حتى أصل إلى حد العجز عن التفكير والكتابة. نعيش هذه الأيام في أجواء روحانية رائعة في شهر رمضان المبارك الذي بدأت حبات مسبحته تتناثر بسرعة، متمنية للجميع قضاء صيامه وقيامه بكل عافية وخشوع. تمر علينا الأيام وتنقضي ونحن نعيش مع من نحب وعندنا يقين أننا سنظل معهم إلى الأبد وهذا الأبد قد ينتهي بفقد أحدهم واختفائه من بيننا، ولكن تظل أشياؤه حولنا تذكرنا به، وخاصة في شهر رمضان حيث كان في البيت يدور ويلف حولنا وهو يتفقد هذا ويطمئن على ذاك، ولا يمكن أن تغمض له عين حتى يشعر أن هذا في راحة واطمئنان، هؤلاء نفتقدهم ونتذكر كل لحظاتنا معهم وخاصة في هذا الشهر. في هذا الشهر تكثر التجمعات العائلية التي نلتقي بمن باعدتنا بيننا الكثير من العقبات والمشاغل التي جعلت أحدنا لا يرى الآخر إلا في مثل هذه المناسبات، فقد تمر الشهور وتنقضي الأيام ولا نكاد نرى أو نسمع عن أحدنا وهو يكاد لا يتذكرنا إلا في لحظات قد يشتاق إلينا فنرى رقم هاتفه يضيء على شاشة الهاتف فتعود المودة واللهفة لسماع صوته، لتعود الذكريات والسوالف الجميلة والوعد بالزيارة واللقاء، فمهما بعدت المسافات والطرق تظل القلوب والنفوس هي الأقرب وخاصة إذا كانت تلك المكالمة في شهر رمضان، فهذا الشهر قد نستقبل منه من كان بعيدا لدرجة أننا كنا نعتقد أننا لن نراه أبدا ولكن الحمد لله أن نعطي هذا الشهر حقه في التواصل والتزاور مع الأهل والمعارف والأصدقاء حتى من ابتعدت عنهم عيوننا لسنوات ولكن ما بيدنا من تكنولوجيا ساعدتنا على ذلك التواصل والبقاء على المودة والبر، فهذا الشهر مهما ظهرت عليه بعض التغييرات التي أحدثها الناس بحكم التقدم والتطور سيظل شهر الخير والبركة والتواصل وشهر النفحات الطيبة والعودة إلى رحاب الله عز وجل وزيادة طاعته وفعل ما يأمرنا به من معروف وينهانا عنه من منكر وإن كان هناك ما يسيء له من تصرفات وسلوكيات من بعض الناس من تلك الولائم والاحتفالات والتي تنفق فيها الأموال الباهظة ناهيك عن تلك الزينة التي ابتدعت لهذا الشهر والتي لابد أن يدرك من يقوم بها خطأ ما يفعل. ولا ننسى أن ندعو الله عز وجل ونبتهل إليه أن يعيده علينا باليمن والبركات وطول العمر في فعل الخير والبر وأن يهدي من أضله الله ويشرح صدره ويعود تائبا مستغفرا وأن نظل دائما في تواصل ومحبة وإعطاء رمضان حقه الصحيح.