09 أكتوبر 2025
تسجيلكعادتها تعاملت دولة قطر منذ بداية الأزمة مع دول الحصار برقيّها وأخلاقها وطيبة شعبها الذي جُبل منذ القدم على دماثة أخلاقه وشهامته، وانعكس هذا التعامل على عدم معاملة الأشقاء في هذه الدول بما تتعامل به حكوماتهم التي ضربت بالأخوة ووشائج القربى والجيرة بعرض الحائط وأظهروا مدى سوء نواياهم وخبثهم تجاه جار شقيق لهم لطالما تغنى بروابطه الوشيجة مع أشقائه وبخليجه الذي ظن أنه درعه الحصين! ومن منطلق إيمان قطر العميق بأن ما فعلته السياسة لا دخل للشعوب فيه فقد استجابت لاستغاثة المواطنين البحرينيين العالقين في إيران وسمحت لهم بالسفر عبر طيرانها للدوحة بعد أن تقطعت بهم السبل ورفضت سلطات بلادهم استقبالهم متحججة بإجراءاتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا ( كوفيد – 19 ) وهو تصرف أرعن لم تتخذه أي دولة في العالم ويخالف حقوق المواطنة التي تزعم البحرين بأنها تتحلى بها وتضعها على رأس أولوياتها. دولة قطر بدورها قامت بواجبها الأخوي تجاه المواطنين البحرينيين وما يستحقونه من حسن استقبال وضيافة، ولأن صحتهم وسلامتهم مهمة كما هو حال كل من يعيش على أرض قطر من مواطنين وأشقاء خليجيين وعرب ومقيمين فقد قامت وزارة الصحة القطرية بإجراء فحص كورونا المستجد للأشقاء البحرينيين وإدخالهم أحد الفنادق المتخصصة للحجر الصحي لمدة أسبوعين، على أن تتحمل دولة قطر تكلفة إقامتهم وعلاجهم. ولم تكتفِ قطر بواجبها تجاه هؤلاء الأشقاء من حسن استقبال وضيافة وترحيب وإنما تواصل مسئوليها مع نظرائهم في البحرين للاستفسار عن الطريقة المثلى لعودتهم إلى وطنهم آمنين وعرضت على الحكومة البحرينية أن يغادر مواطنوهم ضيوف قطر إلى وطنهم على متن طائرة خاصة دون أن تتحمل البحرين أو الأفراد المعنيون تكاليف الرحلة، إلا أن هذا الطلب وكما كان متوقعاً تم رفضه من الجانب البحريني، واعتبرته البحرين تدخلاً سافراً في شأنها وشنّت حملة خبيثة على قطر من خلال تصريحات جهاتها الرسمية ومسئوليها وصحافتها وكتابها !! ولا شك بأن هذا الأمر ليس بغريب على دولة مارقة لطالما عانى السواد الأعظم من شعبها من أبسط حقوقه ومورست ضدهم العنصرية المقيتة واستحق النظام في البحرين أن يتصدر قائمة الدول المناهضة لحقوق الإنسان. ولأننا في قطر تعودنا أن لا نلتفت لنباح النابحين ونهيق الناهقين فقد عاهدنا أنفسنا بأن نبقى كعبة المضيومين وبرداً وسلاماً على من يلجأ إلينا هرباً من استبداد الطغاة الظالمين، ولن يضيرنا كذب وتعدّي من عانت شعوبهم من ظلمهم وجبروتهم وسنظل غبر آبهين بزيفهم وادعاءاتهم طالما أن العالم أجمع كله على علم بزيفهم وكذبهم وتغطرسهم ضد شعوبهم !! فاصلة أخيرة فرقٌ بين دولة تحافظ على أرواح مواطنيها ضد تفشي هذا الوباء الخطير بالحجر على مصابيها في أفخم الفنادق ودولة ترفض استقبال مواطنيها وتُسكن من أصابهم الفيروس في خيام !! الله يعز بلادنا ويحفظها من حسد الحاسدين وحقد الحاقدين. [email protected]