07 أكتوبر 2025
تسجيلحسم الناخبون الأمريكيون اختيار رئيسهم السادس والأربعين بعد منافسة حامية الوطيس بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن في انتخابات هي الأكبر من نوعها في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تمخضت عن فوز بايدن بأكثر من 74 مليون صوت، تعكس مدى رغبة الناخب الأمريكي في إعطاء الفرصة لرئيس جديد يملك رؤية وسياسة طموحة لمواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها الظروف الحالية، وعلى رأسها جائحة كورونا وما أفرزته من تداعيات خطيرة على الاقتصاد والأمن والصحة. وأمام الرئيس الأمريكي الجديد تركة ثقيلة تفوق عدد سنوات ولاية سلفه ترامب بالنظر إلى القرارات الخطيرة التي أصدرها وأحدثت إشكاليات كبيرة على مستوى حقوق الإنسان كمنعه لمواطنين من دول إسلامية من دخول أمريكا، والتي تعكس مدى ما تحمله الإدارة السابقة من نزعة عنصرية ضد العديد من العرقيات، وعلى مستوى البيئة والتي قطع بايدن فيها وعوداً لناخبيه على الاهتمام بالجانب البيئي، وبالتالي من المرجح إلغاؤه لقرار ترامب بالانسحاب من معاهدة المناخ في باريس، وبالتالي التأكيد على دعمها لكل الاتفاقيات التي تدعو للمحافظة على البيئة. ولعل الفترة القادمة لولاية الرئيس بايدن ستمضي في إصلاح ما فعله ترامب من سياسات وعلاقات وإعادة هيبة الولايات المتحدة التي فُقدت وغابت خلال الفترة الماضية، ومن الأمور التي أثارت سخط الشعوب الحرة ولاسيما شعوب منطقة الشرق الأوسط تنامي قوة ونفوذ الديكتاتوريات من خلال دعم الإدارة السابقة وعدم محاسبتها على إفراطها في مناهضة حقوق الإنسان وعدم تقرير مصير شعوبهم واحتكامهم لانتخابات ديمقراطية نزيهة تعطيهم حق اختيار رؤسائهم وأعضاء برلماناتهم. أما على مستوى الأزمة الخليجية، فيدرك الخليجيون أنه ما كان للأزمة أن تمتد وتزداد تعقيداً لولا تهاون الإدارة السابقة مع هذا الملف وتعاطيها معها وفق نظرة رجل أعمال وليس رئيس أقوى دولة في العالم بإمكانه أن يُنهي هذه المهزلة ويوقف معاناة شعب يحاصر من جيرانه منذ أكثر من 3 أعوام دون أي أسباب وبطريقة استعراض العضلات ولي الذراع الذي ترفضه الشرائع والقوانين الدولية. ويبدو أن دول الحصار كان يحدوها الأمل في أن تمتد فترة رئاسة ترامب لولاية ثانية ليستمروا في سياساتهم التي أسهمت في خلق فوضى عارمة في منطقة الخليج والإقليم، فالأخبار التي تتوالى من واشنطن غير سارة لهم بتاتاً من خلال بعض الأسماء التي سيختارها الرئيس بايدن ضمن إدارته، ومن أهمهم سوزان رايس مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والمرشحة لمنصب وزير الخارجية في إدارة بايدن، ولعل اهتمامها بملف حقوق الإنسان قد يكون نذير شؤم للدول الرائدة في مناهضة حقوق الإنسان ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط. ولا شك أن الدول التي تتعامل مع الإدارة الأمريكية بناءً على لغة المبادئ واحترامها للأعراف والقوانين الدولية وأيضاً المصالح المشتركة ليست لديها مشكلة البتة مع تغيّر الإدارة من جمهورية لديمقراطية أو العكس طالما أنها لا تتعامل بمنطق الاتكاء على رئيس يغض الطرف عن تجاوزاتهم وغطرستهم في بلدانهم ومناطقهم، فدولة كـ قطر تسير بخطوات ثابتة ومنهجية بالرغم من مواجهتها لتحالف أراد أن يكسر شموخها وثباتها من خلال غزوه والنيل من سيادتها، كل هذا يحدث تحت مرأى ومسمع من الرئيس ترامب الذي غض الطرف عن أكبر مؤامرة تحدث في القرن الحادي والعشرين ضد دولة حرة مسالمة تسعى للخير دائماً وسجلها مشرف في حل النزاعات الإقليمية والدولية والتي أشاد بها ترامب شخصياً ومع هذا لم يضغط كرئيس أقوى دولة في العالم على هذه الدول لإنهاء حصارها!. فاصلة أخيرة من زاد طغيانهم وتغطرسهم في عهد ترامب هم أكثر من خابت آمالهم بفوز بايدن، وأعني بذلك الكيان الصهيوني ومصر ودول الحصار؛ فربما أمامهم سنوات عجاف أليمة. [email protected]