07 أكتوبر 2025

تسجيل

فلسطين قضيتنا

15 سبتمبر 2020

ما كان مستبعداً ومن سابع المستحيلات أصبح الآن أمراً واقعاً مفروضاً رغماً عن إرادة الشعوب العربية، فرغم فشل صفقة القرن التي خطط لها الكيان الإسرائيلي بدعم كبير من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والإمارات وبقية الدول، إلا أنها استطاعت أن تُبرم صفقة لم تدر في الحسبان؛ وهو التطبيع الكامل مع دول خليجية وعربية، ورغم أن صفقة القرن كشفت عن الدور الخفي الذي تمارسه بالأخص مصر ودول الحصار بالضغط على كل من يعارضها إما بالابتزاز أو بالحصار، ورأينا كيف كانت طبيعة ممارسات الضغط على السلطة الفلسطينية والأردن وحصارها لقطر وكل الممارسات التي كان محوره ورأس حربته حماية مصالح الكيان الصهيوني وبالتالي الحفاظ على عروشهم وفق المقاييس الأمريكية !. ولعل الكيان الصهيوني هو الرابح الأكبر من صفقات التطبيع مع الإمارات والبحرين، وسيكون ختامها "غرقداً " بانضمام السعودية لهذا الحلف الصهيوني الخليجي باستثناء قطر والكويت اللتين بلا شك ستمارس عليهما الضغوطات من أمريكا وصهاينة العرب من أجل الانضمام لحلفهم، وسنرى تغلغلاً صهيونياً في الثقافة والاقتصاد والتعليم سيسعون من خلاله إلى تفكيك مجتمعاتنا ونزع كل القيم والمبادئ الدينية، وسيضغطون على قادة الدول المطبّعة من أجل حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تكشف حقيقة مكر وغدر وخبث اليهود وبالتالي إخماد همم الأجيال القادمة ونسيانهم لقضاياهم ومقدساتهم المحتلة وزرع الفرقة بينهم ومن ثم احتلال عقولهم والسيطرة على فكرهم وحواسهم !. نحن أمام مرحلة خطيرة للغاية يستهدف فيها أعداء الأمة خلق حالة من التنافر والتناحر بين دولنا حتى يصلوا إلى مآربهم التي خطط لها الصهاينة جيداً منذ مؤتمرهم الأول في بازل عام 1897 لإنشاء وطن للصهاينة على أرض فلسطين، وبعد أن تحقق لهم مرادهم أصبحوا يسعون إلى إقامة وطنهم الكبير من الفرات إلى النيل، ولكن يبدو أنه تحقق لهم ما لم يخطر في بالهم ليكون وطنهم من الخليج إلى المحيط !. ورغم أن أقوال الصهاينة لا ينبغي الأخذ بها، إلا أنها قد تكون أتعس صورة تُلخّص لنا حالة الضعف والهوان الذي يعيشه العرب والمسلمون، فقد قالت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية في الفترة ما بين 1969عام و1974 عن هذه الحالة " نخاف من المسلمين عندما يكون عدد المصلّين لصلاة الفجر مثل عدد المصلين في صلاة الجمعة ". وانظروا لما قاله أحد أهم قادة الصهاينة الذي ساهم في احتلال الأقصى وهزيمة حرب أكتوبر عام 1967، يشخص موشي دايان هذه الحالة العربية المزرية بقوله " يميل العرب إلى خداع أنفسهم وخداع غيرهم، وهم يقومون بذلك عن غير عمد، إنهم يعيشون في عالم من الأوهام، كالذي يتعاطى الحشيش ليوهم نفسه بأنه يعيش في الفردوس، ويميل العرب إلى التحدث عن أمجاد الأجداد مثل صلاح الدين ومعارك حطين واليرموك، وحينما يفعلون ذلك فإننا نبتسم، لأنهم يرون أنفسهم في مرآة الماضي، أما نحن فإننا نراهم في مرآة الحاضر، ليتهم يسألون أنفسهم لماذا يتحدثون دوماً عن عظماء ماضيهم ولا يجدون في حاضرهم أحداً من العظماء يتحدثون عنه ؟. فاصلة أخيرة غضبوا علينا عندما وصفنا علماءهم بالمنافقين وعبدة الطغاة الظالمين، فمن كنّا في السابق ندعو خلفهم في العشر الأواخر من رمضان على اليهود الغاصبين للأقصى والقتلة لإخواننا الفلسطينيين، وكنّا نذرف الدمع ويغمرنا الخشوع التام، نراه الآن يروّج للتطبيع والسلام مع من سلبونا الأرض والمقدسات والكرامة، فماذا يريدوننا أن نصفهم " علماء السلام " مثلاً ؟!. شالوم عليكم ‏[email protected]