09 أكتوبر 2025
تسجيلالمؤسسات الحكومية الناجحة تعد خططاً وإجراءات بديلة وقابلة للتنفيذ لمواجهة التغيرات والظروف الطارئة المحتملة، كي تستمر في أداء دورها بجودة عالية وبما يحقق أهداف وركائز الرؤى الوطنية، وهذا بتوفيق الله ثم بجهود وتكاتف جميع الأطراف المعنية ما حصل ويحصل في بلادنا الحبيبة، ما أسهم بفاعلية في نجاحنا وقدرتنا على التصدي لما نمر به حاليا من تغيرات وأحوال استدعت اتخاذ إجراءات معينة تحد من مخاطرها وتعمل على تحصين الجبهة الداخلية وضمان استقرار المجتمع والمحافظة على سلامته. ومن ذلك ما انتهجته وزارة التعليم في تفعيل عملية التعليم عن بُعد عبر منصاتها الإلكترونية الرسمية، واعتماد نتائج الطلبة عن طريق التقييم المستمر، من الصف الأول الابتدائي وحتى الثاني الثانوي (الحادي عشر)، ولا شك أن تلك خطوة إيجابية بناءة ومقدرة، لكن هناك فئة تدرس نفس المقررات الدراسية وتمر بذات الأوضاع ورغم ذلك فإنها ملزمة بأداء الاختبارات في موعدها المعد سلفا قبل تفشي هذا الوباء أعاذنا الله من كل سوء، ما لم يطرأ أي تغيير وهم طلبة تعليم الكبار، علما أنهم ما زالوا يناشدون الجهات المسؤولة مساواتهم مع الطلبة المنتظمين في الصفوف النهارية، دون تلقيهم أية إجابة شافية من الجهات المعنية والرؤية حولهم ضبابية حتى هذه الساعات، بينما يرون أن من حقهم الحصول نفس المعاملة، طالما أن الفئتين يعايشون الظروف ذاتها، وكلتا الفئتين ملزومتان بأداء اختبارات ختامية بعد كل فصل دراسي وفق الجدول المقرر سلفا، مع الفارق في الاختبارات النصفية، كذلك فإن الأوضاع الراهنة تستدعي مساواة الفئتين من حيث تحصيل درجات النجاح عن طريق التعليم عن بُعد، كما أن المدارس الصباحية قد أوقفت نشاطها تبعا لتلك الظروف، فإن المراكز المسائية الموازية كذلك التزمت بالتوقف عن تقديم خدماتها التعليمية للكبار استجابة للحالة ذاتها. نعم ليس مستغرباً أن طلبة تعليم الكبار يواجهون صعوبات في استخدام الروابط الإلكترونية وآلية تشغيلها، حيث لم يعتادوا على استخدامها بذات القدر والكيفية لدى طلبة سن التمدرس، إضافة إلى أنهم لم يتلقوا تدريبا عمليا على عملية التعلم عن بُعد، كما أن منظومة التعليم عن بُعد لم تتضمن نوافذ إلكترونية خاصة بطلبة تعليم الكبار، ومنهم من لا تتوافر لديه الأجهزة الحديثة المتوافقة مع نظام تشغيل هذا النوع من التعليم. في المقابل يمكنهم الاستفادة من الدروس المصورة عبر منصة الوزارة ومنصة التواصل التعليمية المعروفة بـ (التيمز) والدروس المرئية عبر قناتي قطر 1 وقطر 2، والدروس المعروضة عبر وسيط اليوتيوب التي تم إطلاقها مواكبة للأحداث الراهنة عبر شبكة المعلومات. وبما أن أولئك الدارسين من فئة الكبار لديهم أخوة أو أبناء أو أقارب في المدارس الصباحية، فقد يتعاونون معهم في كيفية الاستفادة من مزايا التعلم عن بُعد وإجراء التقييمات المطلوبة واعتمادها للفئتين، نظرا للظروف التي نمر بها جميعاً في هذه الأيام، وهنا يكون منح طلبة تعليم الكبار الحق في تحصيل درجات الاختبار عن طريق التقييم المستمر مطلبا وضرورة عاجلة. حفظ الله قطر أرضاً وقيادة وشعباً، ورفع عنا كل وباء وبلاء. [email protected].