16 سبتمبر 2025

تسجيل

صناعة الأفراح رسالة وثقافة

20 يونيو 2024

تحتفي الشعوب الحية بأعيادها وأيامها المجيدة، لتخلد تاريخها، وترسخ هويتها وتميزها الحضاري المستمد من تراثها وقيمها الأصيلة، ومنها طريقتها وثقافتها في الاحتفال بالاعياد والمناسبات الكبرى. وقد أولت شريعة الإسلام الغراء عناية فائقة بالعيد وخصته بقيمة مادية ومعنوية عالية، وضمنته رسالة حضارية عميقة المعنى بليغة المغزى، فالأعياد هبات ربانية عظيمة، ذات مزية ورمزية فريدة، فقد أباح الله لنا إظهار معالم الفرح والسرور بعد مواسم حافلة باعمال العبادات، بالاحتفال المشروع بالأعياد والترويح عن أنفسنا مكافأة منه سبحانه لعباده العاملين، وجعل من تعظيم تلك الشعائر تحريم صيام يومي العيدين إعلاءً لقيمة البهجة والسرور والتخفيف المطلوب عن النفوس بعد مواسم طاعته وعبادته، واعتزازا بتراثنا الديني والحضاري، وتعزيزا لعناصر وحدتنا وتميزنا عن سائر الأمم، وتحقيقا لمقومات السعادة الاجتماعية. وبعد أن احتفلنا بعيد الأضحى المبارك، هل أجرينا تقييما عمليا حول مسؤوليتنا عن ترسيخ عناصر هويتنا الاصيلة في نفوس الناشئة والشباب خلال ايام العيد المجيد، ومستوى الاهتمام بأساليب الاحتفال بهذا العيد وكيفية توظيفها لصناعة الافراح بطريقة حضارية تؤكد تميزنا وتبرز شخصيتنا المستقلة بين أمم وشعوب الأرض، ومدى قدرتنا على تسويق نموذج احتفالي محبب لدى جيل اليوم ونبذ الاحتفالات المخالفة لقيمنا واخلاقنا وعقيدتنا؟!. تكبيرات العيد ومصلاه الفسيح، مجسمات الكعبة المشرفة، الأضحية، الملابس الجديدة ودهن العود والمبخر، والبشت (عباءة الرجال)، والعيدية، وأناشيد العيد الشجية، والسيف والعرضة القطرية الأصيلة، وفوالة العيد (مائدة الضيافة)، كلها عناصر ورموز معبرة، يجب أن نحسن توظيفها في صناعة ثقافة الفرح خلال العيد، وكذلك بث التوعية المطلوبة بمعاني ورموز العيد عبر وسائل الإعلام. فالعيد محطة حضارية ودورة تدريبية ينبغي ان نستثمرها لتاكيد وتجديد دورنا الحضاري العالمي. أفراحنا وأعيادنا تعبدية شرعية وليست وثنية شركية، ونحن معنيون بإحياء فرحة العيد وتوطيد وشائج القربى والترابط الاجتماعي، تعظيما لشعائر الله، وصولا الى الوحدة الشاملة على مستوى الأمة. تقبل الله منكم صالح الأعمال وعيدكم مبارك. وهنيئا لحجاج بيت الله الحرام. الله أكبر لا إله الا الله، الله أكبر ولله الحمد.