25 أكتوبر 2025
تسجيلجاءني صديق وهو في شدة الغضب والنرفزة، وكان من حدة التوتر غير قادر على الكلام بالشكل الصحيح، فتمتم قائلاً: لعوزني هذا الولد.. غربلني هذا الولد. فكانت ردة فعلي أن أهدئ من روعه، وأطلب منه التعوذ من الشيطان وذكر الرحمن. وبعد شيء من الهدوء، قال لي: لم أترك شيئاً بوسعي إلا وعملته، ولم أترك نصيحة إلا قدمتها، ولكن ابني فلذة كبدي، أذن من طين وأذن من عجين، مشاكله كثيرة، علاقاته متوترة، لا يأخذ بالنصيحة من كائن من كان فماذا أفعل؟ وبعد أن استرسل في وضع ابنه المتأزم في حياته، قال: أنا على يقين بأن ابني يمكن أن يكون صالحاً، فمعدنه طيب، وفيه من الخير الكثير، خصوصاً في السنوات السابقة، ولكنه تغير مع بداية المراهقة، وعندما أصبح يقضي وقتاً طويلاً خارج المنزل!. فما كان مني إلا أن قلت له الحمد للَّه أننا مسلمون. وعندما سألني ما علاقة هذه الجملة بما ذكرت، قلت له إن اللَّه عز وجل قال في محكم كتابه (إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللَّه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) الآية 56 من سورة القصص. أي أن اللَّه أعلم بمن يستحقون الهداية ممن يستحقون الغواية، وقد ثبت في الصحيحين أن الآية المذكورة نزلت في أبي طالب، عم الرسول صلى اللَّه عليه وسلم، وقد كان يحوطه وينصره ويحبه حباً شديداً. فلما حضرته الوفاة، وحان أجله، دعاه الرسول، صلى اللَّه عليه وسلم، إلى الإيمان والدخول في الإسلام، فسبق القدر فيه، واختطفه من يده، فاستمر على ما كان عليه من الكفر والعياذ باللَّه. وعبرتنا في تلك الآية، أن علينا أمام ما يواجهنا في حياتنا مع أبنائنا أو غيرهم، أن ندعو لهم بالهداية، ونحثهم دائماً على طريق الخير والصلاح، لأننا نحبهم ونخاف عليهم، وألا نيأس من تأخر الاستجابة، فلله في خلقه شؤون، وهو يعلم ونحن لا نعلم. ◄ آخر الكلام: استمر في الدعاء ولا تستعجل الاستجابة. [email protected]