رحل جبر..

في ليلة رطبة من الشهر الثامن التقت الجموع ممن قدموا من الدوحة إلى شمالها في عين سنان مع عدد من قاطني المناطق الشمالية لم يتسع المسجد لجموع المصلين لأداء صلاة العشاء متبوعةً بصلاة الجنازة وتوجه الجميع إلى مقبرة عين سنان ليسكن الجسد النحيل الذي أنهكه المرض الخبيث إلى جوار والده كما أوصى في أيامه الأخيرة لاحقاً بوالدته التي توفاها الله قبل رحيله بعشرة أيام فقط !! جرح يتبعه جرح والدنيا جروح. وفي ليلة حارة رطبة غاب فيها القمر رحل عن الدنيا جبر مودعاً بجنازة مهيبة إلى مثواه الأخير. استمر لقاء جموع أهل الشمال وكل المناطق في أيام العزاء وبحيرة البعض برحيل جبر، حيث لم يعلم الكثيرون بمرضه إلا قبيل وفاته والبعض بعد أن توفاه الله لأنه أخفى مصابه بين الضلوع لفترة من الزمن حتى بانت عليه بعض الأعراض مفضلاً عدم الشكوى من مصابه لأي من أصدقائه ومعارفه ! عاملاً بقول الشاعر الكبير كريم العراقي شكواكَ للناسِ منقصةٌ.. ومن من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقم فالهمُ كالسيلِ والأمراضُ زاخرةٌ حمرُ الدلائلِ مهما أهلها كتمُ رحل من كان له من اسمه النصيب الكبير «جبر» وجبر خواطر القريب والبعيد حتى من يراه لأول مرة! ويرثيه الشاعر ناصر بن قضيع الكعبي قائلاً يا جبر ما تجبر خواطر كسيره دنيا رحيلك حزن فيها كسرها ومثلك بحر خير اعتلى موج خيره لين العرب يا ابن خليفة غمرها يا جبر لك بالطيب والجود سيره ذاع وبلغ كل المسامع خبرها خليفة ابن طوار كنت انت طيره اللي جناحينه مراجل شهرها مرحوم يا حر له بكل ديره ماكر فخر ولكل ديره فخرها كم لابة في كسرها وكم عشيره فزعلها الكواري جبر وجبرهاوكذلك الشيخ الولي ولين الشيخ ماء العينين رحل الوجيه الطيب الكواري لأبي خليفة أكرمن بجوار رب كريم واهب متفضل يعطي كبحر أو كنهر جار فارحمه يا ربي فإنك غافر أسكنه في الفردوس نعم الدار فلقد عرفناه أبيا راحما حسن الخلائق طيب المعشار أنعم به من والد متحنن متواضع بش من الأخيار ولكلما أوردته جاءت به أخلاق وارثه الكريم الشاري ذكرى أبيه وطيبه وبهاءه أعني خليفة حافظا لجوار ومنفذا لوصية من والد شهم كريم من بني الكواري اتفق الشاعران وعدد كبير على مآثر بوخليفة رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح الجنات وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. آخر الكلام.. علمني رحيلك أن كل شيء راحل.. حتى بعد رحيلك ما زلت تعلّمني.