17 سبتمبر 2025

تسجيل

النجم الإعلامي تصنعه المحطة

31 مارس 2016

عاصرنا خلال أكثر من أربعين عامًا من التعامل مع الإعلام نجومًا كثيرة في عالم الإعلام! منهم من أَفّل ومنهم من بقي حتى أرذل العمر، خصوصًا في الغرب والولايات المتحدة، ذلك أن النجم في العالم العربي سريع الأفول.وكثيرًا ما كان السؤال يحضر حول أسباب بقاء أو وجود النجم الإعلامي! ! فهل يصنع النجم نفسه؟ أم أن الهيئة أو المحطة هي التي تصنع النجم؟في عالم التليفزيون لا توجد حلول وسط حول أهلية النجم! فإما أن يكون نجمًا ناجحًا، وإما ألا يكون كذلك. وبالتالي يسقط من حسابات المشاهدين. وكثيرًا ما شاهدنا على المحطات بعض من حاولوا أن يكونوا نجومًا "بالقوة"، متكئين على "الحظوة" والمقاربة الاجتماعية لسنوات عدة، ولكنهم لم يتمكنوا من الاقتراب من النجومية، لأنه لا يمتلكون المؤهلات اللازمة للظهور الإعلامي، كما أنهم لم يكملوا تعليمهم أو تخصصهم في الإعلام أو استيعاب اللغة العربية أو حتى الشكل العام ولقد فرض الإعلام التنموي مثل هؤلاء لدهور طويلة، ولكنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى قلوب المشاهدين، ولم يحجزوا لأنفسهم مكانًا في عالم التليفزيون، رغم كثير من الإغراءات التي "يغدقونها" على المشاهدين، وتوافر الميزانيات الضخمة والإمكانات والدعاية، ولكنهم لم يقتربوا من بوابة النجومية. نحن نعتقد أن المحطة هي التي تصنع النجم التليفزيوني القابل للنجومية! وكثيرًا ما سمعنا عن مذيعين ومقدمي برامج متواضعين في محطاتهم (الأم) ، لكنهم كانوا يمتلكون أساسيات النجم، ولكن الظروف المادية والإدارية التي كانوا يعيشونها لم تؤهلهم للوصول إلى النجومية، إلا من ساعده الحظ والتحق بمحطة ناجحة و"مغدقة"! فالمحطة الناجحة و "الثرية" تؤهل مشروع النجم من حيث الراتب "الراهي"، والدورات التدريبية، والحوافز، والراحة الأسرية، وكل ذلك يوفر البيئة الصالحة للإبداع والتفرغ من أجل الإخلاص للعمل والتفنن فيه. أم مشروع النجم الذي يولد في بيئة طاردة للكفاءات، وبراتب قليل، ودون حوافز، وتلعب الأذرع السياسية والاجتماعية دورًا في "تطفيشه"، فهذا إما أن يشيخ قبل الأوان، وإما أن ينسحب ويبحث عن عمل آخر.المحطات الناجحة، القافزة، التي تهتم بشكل المذيع وتلاحظ هندامه، وتسبر نظراته ونبرات صوته، وتدرس ثقافته، ومدى تطوره عبر سنوات الخدمة، وتقوم بتوجيهه كلما استلزم الأمر، هي محطات تصنع النجوم، وبالتالي تخلق لها الجمهور.