27 أكتوبر 2025
تسجيللم يكن قرار المملكة العربية السعودية ودول المجلس والدول الحليفة في حملة عاصفة الحزم ضد الحوثيين المتمردين إلا قرارا حمل صفة العاصفة نفسها ، أي أنه قرار حازم وشجاع. لم يعد يُجدِ التعامل معه وقتها بروية وصبر بل بحزم وعزم فيأتي الرد استجابة سياسية محنكة للدعوة التي وجهها الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي لمساندة اليمن بعد مداهمة الحوثيين بمساندة طالح المخلوع وزحفهم لعدن ومضيق باب المندب.كان قرارا حازما خصوصا بعد استنفاد كافة فرص وسبل الحوار مع المتمردين الذين تجاوزوا ما سبق إلى حشد قواهما الممولة والموالية للفرس للقيام بإجراء المناورات العسكرية بالقرب من حدود "المملكة العربية السعودية" حامية حمى الحرمين الشريفين والدين القائم على السنة النبوية الشريفة بهدف إقلاق أمن المملكة عبر الحدود الجنوبية لها والنيل من الجزيرة والخليج العربي والشريانات المائية العربية الرئيسة. المتمردون نوعان: نوع لم يكن للثاني أن يمتد دون دعمه طالح وألويته...يجري عليه مثل "اتقّ شرّ من أحسنت إليه .. " فالوجع يأتيك منه أوقع ، هكذا الأمور في السياسية وبين الدول كما هي بين البشر.فيأتي طالح اليمن الذي أطاح به شعبه في ثورة وعالجته المملكة بإنسانية ورحمة وجملت حروقه بعلاج في مشافيها مريدا أن يحرقها بها – ردّ الله كيده وكيد الحوثيين في نحورهم- وهذا ديدن الثعالب، إذ يضع الماكرون يدهم ليس مع العدو فحسب بل حتى مع الشيطان نفسه في سبيل تحقيق مآربهم. هذا وطالح هو مارد اليمن الأكبر. حزب الشيطان "الحوثيون".......هم المردة ، فقد ظهرت بعد عاصفة الحزم أصوات أحزاب في دولنا العربية تدعي العروبة وهي ميليشيات إيرانية دمها ينبض ولاء لإيران بضلوعها لتحقيق أجنداتها، فقد أعلن متحدث إيران الرسمي في إحدى القنوات الرغبة في الوصول إلى العمق السعودي بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء سبتمبر الماضي، يضاعف ذلك ضلوع إيران في انتهاك أهل السنة في العراق والفوضى التمددية الاستعمارية في العراق وسوريا ولبنان واليمن فضلا عن إثارة الشغب في أحداث تمرد شيعة البحرين عام 2011 ، والضلوع في دعم مناوشات "قطيفية" في إقليم الأحساء في شرق المملكة العربية السعودية. الحزم العربي وحدة طال انتظارها....التحالف ضد متمردي اليمن أسهم في توحيد الأمة العربية في أحلك ظروف تشرذمها وخلافاتها الداخلية بعيد الربيع العربي منذ عام 2011. فكبح جماح المتمردين هو الوسيلة المثلى للوقوف أمام التمدد الإيراني الملحوظ الذي طال السكوت عنه في العراق يوم أن قمع غيره بمسمى الإرهاب وهو الإرهاب الأكبر، كما صعب احتواؤه في سوريا بدخول الميليشيات التابعة لإيران ساحة قتل الشعب السوري مع الأسد، فضلا عن تقديم كافة وسائل الدعم له في اليمن والذي بات ملحوظا في خريطة إيران التوسعية المبيتة بوضع مسمى أحزاب سياسية واستخدام الانتماء المذهبي محدثة انشقاقات داخل البلدان العربية والإسلام السني بنزعات تدعمها مذهبيا ولوجستيا وعسكريا ماديا وبشريا، خصوصا في ظل انبراء أذناب إيران للنباح المستميت دفاعا عن الحوثيين بوصفهم "شعوب مسالمة ذات حقوق" مثل نباح حسن نصر الله في لبنان مؤخرا في خطاب متناقض لم يسبغ فيه صفة الشعب ذاتها على الأبرياء الذين قتلهم من "الشعب السوري" دون وجه حق. عودة الحلم العربي....عاصفة الحزم وحّدت الدول العربية لأول مرة منذ زمن بعيد ضد تهديد إقليمي واضح ليس فقط في مسار تشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع بعيد مؤتمر شرم الشيخ المنصرم منذ أيام قليلة، بل حتى قبله في إطلاق التحالف المشترك فيما يؤكد وحتى دون مؤتمرات عامة على عودة الأمل في وحدة المصير المشترك خصوصا في ظل التحديات والتهديدات الأمنية التي تمارس على وطننا من الشرق والشمال الشرقي والشمال الغربي والبوابة الجنوبية بتدابير وأطماع خارجية مشتركة بالطبع. فطن حكام الخليج لذلك ونسأل الله أن يعينهم ليعصفوا بحزم وذكاء هلالا شيعيا يريد أن يصبح بدرا متكاملا . الحرب النفسية والحرب المضادة...لا بد من الإشارة والإشادة بالموقف السعودي، الخليجي، العربي الإسلامي والدولي والدفاع عنه بل والانضمام إليه كل بما يسر له .أقول ذلك خصوصا أنه خلال هذه الحملة العسكرية المشتركة أراد البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي الفتّ في عضد الوحدة باستخدام الدعاية المضادة فيها لبث الهزيمة النفسية وإضعاف موقف دولنا بل وكسر ثقة الشعوب في قرارات حكوماتهم ، ولكنها - رغم وجود كل الاحتمالات في أي معركة- هي للمعادلة الجديدة التي أعادت الروح للشعوب الخليجية في رباط عربي موحد لا يتحدث فحسب بل يفعل، لا يعزم فحسب بل يحزم، وينشئ بعد غياب قوة ردع عربية أمام الخطر الإيراني الواضح. صحيح أننا كنا نتمنى مثل هذا التحالف من قبل في دعم صمود العراق وسوريا، كنا نتمنى مثل هذا التحالف أيضا ليحتوي تلك الفئات التي وصفت في دولنا العربية الإسلامية أنها مهمّشة أو يائسة أو حين كان يمكن إعادتها إلى واقعيتها وإلى الصف في جيوش عربية نظامية والإفادة منها في مواجهة التحدي الحقيقي الذي فُتح على مصراعيه علينا بعد انهيار الجدار العازل لصدام حسين ضد التمدد الإيراني بيد أمريكية غربية ضالعة وبمكيدة أوقع فيها العرب في بعضهم بعضا، فلم يكن من الدفاع بد فهو أمر واجب ومفروغ منه بالتأكيد، ولكن كان لا بد من جدار عربي بديل يعزل التمدد والنفوذ الإيراني- الغربي النافذ.التحالف مطلوب وتجدر معه الحيطة والحذر والخطط البديلة، وهذا لا يضعف أهميته ولا ضرورة وقوف الشعوب مع حكوماتهم في تغذية الدفاع الميداني أيضا في مجمل وسائل الإعلام التقليدي والاجتماعي، فضلا عن الرد على الحملات الكيدية التي تفت عضدنا داخليا وخارجيا، خصوصا إذا وضعنا نصب أعيننا الحقيقة في أن قرار دخول أي قتال منذ فجر الإسلام لم يكن خيارا وغاية بل وسيلة أخيرة للدفاع بعد نفاد كل سبل التوافق والمشاورات كما جاء في مشروعيته في قوله تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ " ( 40 )الحجوإنه لم يكن أيضا خيارا محبوبا، بل مكروها، لكنها الكراهية المقرونة بالنتائج الخيرة يعززها الوصف القرآني له بفعل الرجاء "عسى""كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ"إذا .... يجب أن نقاوم ونجدد العهد لديننا وأوطاننا في كل المحافل وأن نرد كيد الحروب والهزيمة النفسية.(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (216) البقرة