25 أكتوبر 2025
تسجيلبداية الألفية انتشرت في بعض الدول الخليجية دعوات لإقامة قنوات فضائية خاصة لبعض القبائل إذ تعد تكلفة القناة امرا لا يذكر مقارنة بسوق الفضاء والتقنيات حتى بات من العادي جدا ان يكون ليس لكل قبيلة بل لكل مواطن ثريّ قناة فضائية خصوصا وأن الأهداف لم تعد إعلامية أو اخبارية أو حتى إعلانية تسويقية واستثمارية بل غدت القنوات أحزابا وفرقا وجماعات، وربما أدرك بعض الخليجيين ما انتهت إليه فوكس وصويحباتها في الزمن الماضي. ولكن الأمر مختلف عن فوكس الربحية أو الحزبية فجاءت دعوات انشاء بعض القنوات خفية!! ولماذا خفيّة؟ لأنه قبل ظهور منصات التواصل الاجتماعي ربما اراد منها البعض أن تمثل رباط الوحدة الأخوية بين أسر في الخليج العربي خرجت من بطن أرض واحدة ثم توزعت بين دوله المتعددة. ولكن بعد استقلال دول الخليج أو انتهاء الانتداب أو تكوين دول ومع استمرار الروابط الأسرية بين شعوب كل دول الخليج تجلت في كل دولة وحدتها الوطنية التي يجب أن تكون بالطبع مقدّمة على الأهداف القبلية أو المذهبيّة أو الجماعات أو غيرها. وهنا أخفى البعض خليجيا العمل الاعلامي الموحدّ فوق الدولة الوطنية إما بدوافع شخصيّة أو قبلية لأهداف غير معروفة، فتعالت صيحات ذكرتنا بمناداة الانقسام بعد الوحدة المدنية عندما صاح الأوس يا للأوس وصاح الخزرج يا للخزرج حتى عالجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ودعا قومه لنبذ القبلية بمقولته المشهورة : «ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم!!». ولا شك بأن فخر كل إنسان بنسبه طبيعي ولكن التعصب الذي يقدّم العصبة على الوطن والوطنية أمر مرفوض. وما أصبح موضة قديمة بالدعوات لإنشاء قنوات (فضائية) عاد بطريقة جديدة في عصر الإعلام الرقمي والمنصات والقنوات الشخصيّة في تنافس بعض العصب سواء مذهبيّة أو قبلية أو فكرّية أيضا على تكوين جماعات أو كيانات أو امتدادات افتراضية لها في الفضاء الرقمي على حسابات (اكسX ) وهي ليست معلنة حتما. نتفق جميعا أن ما أمامنا في منصة (اكس) هو ما أمامنا من حسابات ومنشورات محددة قد لا نرى عمقها ومداها ولا درجات ترابطها وعلاقاتها بعيننا المجرّدة ولا حتّى بتحليلنا العابر بالمرور.. وما أدراك ما (اكس X) ومنصته هي أكبر وأقوى موجه للسياسة الدولية وحتى التلاعب في أمن الدول وفي الحروب السيبرانية، كيف لا وبات يستخدمها حتى رئيسها #ايلون_ماسك اليوم في الدعاية السياسية والحرب وبث الفرقة والتحزّب والحزبيّة ليس في شؤون وطنه فحسب بل ضد الدول التي تناهضها دولته وتشهد حربا اقتصادية ضروسا ضدها منذ أزمان؟ كما غرد ضد الرئيس الفنزويلي بالأمس، فضلا عن احترافه في توجيه الخطاب والترند العالمي سياسيا واقتصاديا دون أنسنة X كما يدعي وكما ثبت نقيضه في المجازر ضد غزة و shadow banning الذي غيب فيه تغريداتنا وكل المدافعين عنها بل كل من ينشر صور الحقائق. وما أدراك ما (اكس X) وفيها تحزّب وأحزاب بل وكيانات فوق تلك التي نرى. هذا ومع جعله X مفتوح المصادر إلا إنه عرقل نظامه، ولكن بلا شك هناك طرق واستراتيجيات كبيرة للكشف عنها وللتعرف على العلاقات بينها في الخوارزميات والوسوم (الهاشتاغ) والروابط السحابية التماثلية والتبادلية. وأخيرا،، العلاقات المريبة في المجال الافتراضي كبيرة وخطيرة ومتشعبة فهناك فوق الجماعات المسلحة وتنظيم داعش الاستخباراتي الغربي الاحترافي التجنيد عبر الانترنت أساليب أخرى رقمية ذكيّة ناعمة على منصة X وهي غير مكشوفة للقارئ العادي أهمها «الدول الافتراضية» Virtual States اذ تجمع اقواما من شتى الدول فتشكل كيانات قبلية أو عصبية أو مذهبيّة وطائفية على أجندات محددة ضد الدولة والمواطنة. الدول الافتراضية واقع موجود في الحوسبة السحابية وهي تنعم بسهولة التمدّد والاستغلال والتأثير نظرا لعدم وجود الحدود الجيوسياسية والجغرافية، وكونها سهلة النفوذ والتأثير ومفتوحة للتعبئة العامّة. الدول الافتراضيّة نموذج جديد يهدّد بلا شكّ سلم المجال العام والأمن الوطني لأي وطن.