27 أكتوبر 2025
تسجيلتمخض الاجتماع التشاوري لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي عقد بالدوحة مطلع يناير الماضي إلى وضع استراتيجية واضحة ورسم خريطة للعمل الإنساني خلال الفترة القادمة والتركيز على الناحية الإغاثية أو الدبلوماسية الإنسانية لتقديم الإرشادات والتوصيات للمجتمع الدولي التي من الممكن العمل من خلالها. نحن ننظر إلى المرحلة القادمة بأمل وتفاؤل، بعد أن حدد المشاركون في الاجتماع، الذي ضم 31 جمعية وطنية من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بالمنطقة، فضلا عن مشاركات دول أوروبية تم دعوتها للمشاركة في الاجتماعات، استراتجيتهم بالتركيز على البعد الإنساني، بحيث يكون هو المؤثر في العمل الخيري، فهناك مناطق لا تصل إليها المساعدات، وعلى الجمعيات دور في إبراز هذه المناطق للمجتمع ونقل ما يحدث بها للآخرين لاتخاذ موقف تجاهها. من وجهة نظرنا، أن الوقت أصبح أكثرعسرة لكثرة المشردين واللاجئين من كوارث الحروب والصراعات التي عصفت بإخواننا في بعض الدول العربية المنكوبة وآخرها اليمن الشقيق، وما حل به من اضطرابات سيدفع الشعب فواتيرها، لذا من واجب الجمعيات الوطنية الآن أن تطلع بدور إيجابي في المحافظة على السلم الاجتماعي وتقوية المجتمعات وبناء الأفراد والثقافة داخل مجتمعاتها وأيضا على المستوى الدولي، حتى لا يضعف تأثيرها ويتم تهميشها في النهاية. يستحق الهلال الأحمر القطري الإشادة بقدرة القائمين عليه في إدارة دفة الاجتماع الدولي، حيث استطاعوا بحسن التنظيم وبالأفكار المطروحة أن يرسموا للمستقبل خارطة طريق واضحة تحدد اتجاهاته الأخلاقية والإنسانية التي تعمل عليه جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر وفق تمسكها بمبادئها الأساسية التي تحكم العمل الإنساني الدولي بشكل عام. الهلال الأحمر القطري يقوم بدور إيجابي داخل الحركة الإنسانية الدولية، وأهمها تعزيز قدرات الاستعداد لديه والاستجابة للكوارث في المنطقة، ويقينا هو مستمر في السير قدما نحو تحقيق مزيد من الإنجازات، وبالتنسيق مع الجهود المشتركة بين الأطراف الفاعلة في الحركة الإنسانية الدولية. هذا اللقاء التشاوري شكل فرصة لاستعراض الإنجازات والأوضاع الإنسانية والاحتياجات والتحديات القائمة والقادمة، في ظل عزم ممثلي المنطقة على مناصرة القضايا الإنسانية الإقليمية، وتنشيط مشروع الحوار الاستراتيجي بين مكونات الحركة الإنسانية الدولية. إن اختيار الهلال الأحمر القطري لاستضافة هذه الاجتماعات المهمة يعد اعترافا بدوره النشط ضمن الحركة الإنسانية الدولية، وما يتمتع به من خبرات واسعة في مجالات الإغاثة والتنمية والمناصرة والدبلوماسية الإنسانية، وخاصة في هذه المنطقة الحيوية من العالم . وسلامتكم