15 سبتمبر 2025
تسجيلبقدر ما حققته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من ثورة تكنولوجية غيّرت من وجه العالم بأكمله وحولته إلى قرية صغيرة يتبادل أهلها من البشرية جمعاء الأخبار والمعلومات في ثوانٍ معدودة ودون أي عوائق أو حواجز تعترضها، بقدر ما أحدثته هذه الثورة الإعلامية من وعي وإدراك لدى الناس جميعاً وبأن العالم ليس كما كان وإنما كما يجب أن يكون إلا أن هناك أمراً مؤلماً يقف خلف هذه الثورة المذهلة أفرزتها الايدي التي تسيئ استخدام هذه التكنولوجيا لتترجمها إلى نتائج عكسية وبالها سيطول الجميع ولن تكون إلا لصالح من يضمرون في قلوبهم الشر لمجتمعاتنا وبلداننا.ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في " تويتر والفيس بوك " على مستوى منطقتنا الخليجية يجعلنا نتحسر ونندم على وصول هذه الوسائل لأيدينا بعد أن حولناها وللأسف إلى ساحات معارك وسباب بين مواطني دولنا الخليجية وبمباركة بعض المسؤولين والرموز الذين كنا نظن بأن لديهم من الحكمة ورجاحة العقل ما قد يجنّب مواطنيهم المستوى المتدني من الحوار!!فتنة الإعلام الاجتماعي الساقط الذي روّج له البعض من مستخدميه ومغرديه أثّر بشكل كبير علينا نحن أبناء المجتمع الخليجي الواحد حتى أصبحنا وكأننا نعيش في العصور الغابرة ولا همّ لنا سوى نشر الشائعات والأكاذيب والافتراءات على بعضنا البعض، حتى شكلت بدورها أزمات وتوترا في العلاقات بين دولنا وتباعدت معها القلوب وزادت الشحناء، كل هذا يحدث لأن العقول الحكيمة غابت وطغت الرويبضة ودعاة الفتن على المشهد وأصبحوا هم نجوم هذه الزمن الذي تزايدت فيها الفتن والمصائب!!ولو كنا نعي ما يدور حولنا من مؤامرات وخطط تحاك ضد منطقتنا الخليجية لتيقنّا بأننا لن نجنى من الفرقة والعداء سوى الذلة والهوان، وإن استمر بنا الحال على ما هو عليه فإننا بلا شك سنكون فريسة سهلة للأعداء الذين ليسوا ببعيد عنّا ويتربصون بنا ليل نهار ويحتلون أراضينا ونحن نتساهل أمرهم ولا نتساهل مع بعضنا البعض للأسف!وكم هي تائهة هذه الأمة عندما تحيد عن منهجها الذي رسمه لها رسولنا الكريم قبل 14 قرنا وتضيع معها عزتها وشرفها عندما تتعمد ترك طريق الصواب وتسلك طريق الضياع والهلاك، سياسة رسمها لنا الصادق الأمين وأخبرنا بأحوالنا في آخر الزمان إن سلكنا طريقاً آخر وبما ستكون عليه أحوالنا عندما قال صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ".فاصلة أخيرةالعاقل والكيس مناّ من يعتزل هذه الفتنة، ويعلم أنه لا خير فيها طالما أنها تدق على مسامير الحقد والكراهية ولن نجني منها إلا الضعف والذلة والهوان.