15 أكتوبر 2025

تسجيل

زيارة أميرية وعلاقة استراتيجية

31 مارس 2014

• يترقب السودان سمو الشيخ تميم في اول زيارة لسموه منذ ان اعتلى كرسي الحكم بتحول ايجابي وتوافق شعبي حينما تنازل الامير الوالد في تجربة شكلت حدثا ذا دلالات في سجل تاريخ بلادنا العربية التي يتمحور غالبيتها في التشبث بمقاليد الحكم حتى ولو كان ذلك ضد رغبة شعوبهم وطموحات تحقيق الامن والرفاهية.• الزيارة تتم والسودان يعيش مخاضا عسيرا لانتاج مرحلة جديدة بدأت اولى اسطرها بعد خطاب اطلق عليه اصطلاحا " الوثبة " اعلن خلاله الرئيس عمر البشير فلسفته لقيادة حوار سياسي مع مكونات الاحزاب المعارضة.. واهم ملف زرعت بذرته الاولى دولة قطر فيما يعرف بـ "وثيقة الدوحة لدارفور" لتأسيس سلام واستقرار وتنمية يحتاج لتأطيره وتثبيت قواعده ليشمل بقية الحركات المسلحة التي نشطت في الفترة الاخيرة كمثبط لتلك الجهود الصادقة.• الزيارة الاميرية ستؤسس لمرحلة مفصلية في تاريخ العلاقات العربية- العربية للاهتمام بالعمل الاستراتيجي والاقتصادي التنموي والامن الغذائي العربي الثابتة نتائجه على الارض ويعتبر السودان ذا فرص واعدة فيه.. وقطر قطعت شوطا واسعا لرفع الستارة عن التراث السوداني الذي ما زال مغمورا ومجهولا سياحيا ومنتقصا اقتصاديا وإن قدر لهذا المشروع الجريء والواثق ان يرى النور انطلاقا من تجربة قطر التي اكتسبتها منذ ان اطلقت مشروع المتحف الاسلامي الذي نسج لها علاقات اقليمية وعالمية وفتح لها آفاقا جديدة في دنيا الآثار وجذب لها مهتمين وباحثين في مجال ما زال محاطا بغموض فستكون تلك مفصلة اقتصادية ثقافية تغير من علاقات الدول بعضها بعضا وتخرجها من خانة التمحور السياسي لتتقارب ثقافيا واقتصاديا.• إن صيانة وتأهيل الاثار السودانية البكر والغنية بترميم 29 مشروعا و53 هرما ستشكل فاصلة مهمة في صفحات التاريخ الانساني وستكون مصدرا لنهضة اقتصادية كبقعة سياحية تنموية ستقلب موازين الاهتمام بالسودان وتعيد سيرته الناصعة التي تشوهت نتيجة للحروب الاهلية والفشل في ادارة الازمات السياسية والاقتصادية.• إن الزيارة تتم في وقت حرج من تاريخ العلاقات الخليجية- الخليجية والعربية- العربية وسيكون لها دلالات عميقة تؤسس لاستقلالية القرار القطري ونظرته لابعد من مرمى البصر، وتقول ان الانحياز لصالح الشعوب وسقيها بما يفيد اهم من الوقوف في محطات تكسير العظم والنواح ديدن هذه الفترة الزمنية..• ان العلاقات القطرية- السودانية قديمة ولم تحكمها في يوم من الايام مصالح متعارضة فالشعب القطري يعرف السودان عن قرب من خلال الجالية السودانية التي تشارك بكفاءة واعتدال في نهضة البلاد والمواطن القطري دوما ما يثمن التزام "الزولات" الخلقي وتصالحهم مع انفسهم وقدراتهم الفكرية وتطلعاتهم المشروعة في حدود الانظمة والقوانين.• ان الترحيب بزيارة سمو الامير للخرطوم الاربعاء القادم تنداح من كونها دعما سياسيا الى ترحيب بزيارة ميمونة من أمير واثق الخطوات وفي معيته جلباب أبيه الامير الوالد "حفظهم الله" الذي اسس لتجربة لا تقول إلا أن الكبار بخطواتهم المنحازة للبقاع المنيرة يرسمون خطوطا عريضة لاستراتيجات تصب نتائجها لصالح الشعوب ورفاهيتها.. فمرحبا " بتميم " في عاصمة النيلين.همسة: العالم الجديد يتشكل وقطر لاعب اساسي.