31 أكتوبر 2025
تسجيلما أكثرها من لحظات تمر على الإنسان يتصور فيها أن ما يقوم به من تصرفات ويأتي به من سلوك وينطقه من كلمات أو عبارات قد تؤذي البعض حقيقة لابد من أن يتقبلها الطرف الآخر التي توجه إليك تلك التصرفات وما يخرج من لسان من كلمات، لحظات قد يغيب فيها العقل ويتغلب كم من العواطف والمشاعر التي تحمل الذبذبات السلبية عليه، فيبدو شخصاً مختلفاً قد لا يدرك لحظتها من هو، ولا يصدق أنه من يقول ذلك الكلام ويتصرف بتلك السلوكيات؟ فيشعر بأن كيانه قد اهتز، وكل جزء من جهازه العصبي قد استفز وثار، وارتفع هرمون الأدرينالين لديه، وأحمر الوجه منه، وأصبح هناك شد وجذب بين الطرفين طوال الوقت لدرجة أنه قد يفقده جزءا من عواطفه، ويتخيل أن ما كان بينه وبين الطرف الآخر قد تاه بين سبل ذلك الشيء أو الواقعة التي اكتشف انه كان بمنأى عنها أو أخفاها ذلك البعض عنه، الأمر الذي قد يصل إلى نوع من الخصام المؤلم الذي قد يؤدي إلى تراكم سحب الحزن والألم في نفسه وتخيم على حياته غيوم الكآبة وشيء من اليأس، فهو من خلال واقعة فقدانه لوظيفة ما أو إحساسه بخداع ما وغير ذلك من الأمور التي نكتشفها. ولكن بمقدور الإنسان في ذلك الوقت أن يضع كل السبل التي تعمل على تهدئة النفس والقيام بإعمال العقل والفكر وإبعاد كل ما قد يسيء إلى نفسيته ويؤثر بها ويجعلها تبدو هشة مستعدة للتكسر والتهشم، بل يحاول أن يلملم نفسه ويكون كالجبل الصامد الشامخ الذي لا يمكن أن تحركه الرياح من مكانه، ولا يكون كالرمال التي تحركها الرياح كيفما تشاء، كما قرأت هذا الكلام في أحد الكتب القيمة، فالإنسان المؤمن بأن هذا الكون له رب يسيّره كيفما يريد ويمسك بمقادير كل شيء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يغمض له جفن ولا تنام له عين، هو المدبر لكل شيء، فإنه لابد أن ينام قرير العين هادئ النفس مطمئن الجوارح، موقنا أن كل ما يحدث له من أمر الله ولا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأنه مهما فعل الإنسان ليبعد عنه ما أصابه لن يستطيع إلا بمشيئة الله وقدره. ولابد من الإيمان أن ما كنا نأمل ونتمنى أن يكون لنا سواء كانت وظيفة أو منصبا أو أمرا لم نكن نريد أن يحدث لا يمكن أن يتحقق إلا بإرادة الخالق الرازق، وأنه لو اجتمعت الإنس والجن على مضرة أو منفعة للإنسان لا يمكن أن يضره أو ينفعه شيء إلا بأمر الله تعالى. فليكن إيماننا قوياً بحيث نستطيع التغلب على كل ما يعتمل في نفوسنا من شوائب وفي قلوبنا من هموم، ونتوكل على الله عز وجل فهو الذي يعطينا القوة والصبر على الابتلاء والقدرة على الابتسام وقت الحزن والألم، وسبحان الله العلي القدير.