10 سبتمبر 2025
تسجيللا أعتقد أننا بتنا بحاجة لافتتاح مجمعات تجارية جديدة و ( مولات ) تتغير فيها أسماء العرض ويتشابه المعروض فيما بينها. فقد تم الإعلان عن قرب افتتاح مول جديد ولا أعرف ما الذي يمكن أن نرى جديدا فيه يختلف عما نراه في باقي المجمعات التجارية التي تشكو اليوم الرواج والتسويق والقوة الشرائية التي يمكن أن تجعلها تستمر أو تغطي نفقات الإيجار ورواتب العاملين في المحلات التي قد لا يزورها أحد في الشهر لربما لمرة واحدة فقط وأحيانا لا يدخلها أحد. فلم المبالغة بأعداد المجمعات التجارية أمام انخفاض القوة الشرائية في البلاد ؟! وما الذي يمكن أن يختلف في كل مرة يُفتتح فيه مول جديد يختلف عن الآخر في الوقت الذي تشابهت فيه جميع المجمعات من حيث استقطاب البراندات المعروفة في الماكياج والموضة والثياب والحقائب وكل ما يتعلق بثياب الرجال والنساء معا ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والعطور على اختلافها وأنواعها وماركاتها أو في تنويع محتوى المحلات ما بين بيع ملابس وأحذية وأثاث ومفروشات وإكسسوارات للكبار والصغار ومعطرات وديكور ؟! والغريب أنه في مقابل كل هذا وخارج خطط إنشاء وافتتاح مجمعات جديدة هناك عدم تنوع في الشوارع التجارية المخصصة وسط المناطق والأحياء السكانية كما هو الحال في الشارع التجاري الخاص بمنطقة مدينة خليفة الشمالية ومدينة خليفة الجنوبية واللقطة وما حول هذه المناطق والذي تحول لمنطقة صناعية صغرى لا تنوع فيه سواء بالمطاعم أو المحلات المختلفة أسوة بباقي الشوارع التجارية مثل شارع آل شافي ومعيذر وأم الدوم وغيرها من الشوارع التجارية التي خصصت لتخدم أهالي مناطقها عموما وتقليل الضغط على المحلات الرئيسية في قلب الدوحة. فمعظم الشارع إما محلات كراجات تصليح أو بيع إطارات أو تزيين سيارات أو للأمور المتعلقة بكمبيوتر أو كهرباء السيارات أو للإضافات في محركات أو الهيكل الخارجي للسيارة أو لتظليل وتركيب مخفي لنوافذها وهلم جرا. ونادرا ما تلقى مطعما محشورا بين محلات ( المنطقة الصناعية ) ولا يمكن أن تلقى محلا آخر يتضمن غير ما ذكرت اللهم فيما ندر ولن تجده أيضا، فأين التوازن بين أن أفتح مجمعا تجاريا يشبه محتواه الكثير غيره مما هو منتشر لدينا وبين عدم التنوع في شارع تجاري من صفاته الأولى والمأمولة أن يتنوع محتواه من محلات وبضاعة ؟!. يجب أن نعترف بأن القوة الشرائية لدينا ضعيفة مقارنة بالمعروض وليس لأننا لا نهتم بالشراء كشعب من مواطنين ومقيمين ولكن تشابه المعروض يجعلنا نقبل على الأقرب لنا ومن اعتدنا الشراء منه بين الحين والآخر ويبدو صعبا علينا أن نتجه لشبيهه الآخر الذي قد يعاني هجرانا وخسارة أيضا تدعو صاحبه لإغلاقه وتحمل خسارته المترتبة لاحقا وهو أمر بتنا حقيقة نعاني منه في تحمل التجار الصغار خسائر كارثية من افتتاح مشاريع لهم لا تؤتي أُكلها وهذا قد يكون لسوء إدارة هذه المحلات والترويج لنفسها أو قلة خبرة في دراسة الجدوى لها وفي جميع الحالات هناك خسارة فادحة يتكبدها هؤلاء الذين قاموا بعمليات اقتراض كبيرة للديكور والإيجار وتوفير اليد العاملة والمواد واحتياجات العمل وفي النهاية كل هذا بات هباء منثورا كما نرى ورأينا أن كثيرا من هؤلاء اعتمد على ازدهار تجارته ومشروعه أثناء كأس العالم لاعتقاده بأن الأمور سوف تتحسن وفرصة لمن يريد أن يدخل غمار التجارة المحترفة ومع هذا رأينا منهم الكثير ممن لم يستطع أن يصمد في هذه الحرب التنافسية ومن نقصت خبرته ومن فشل مشروعه حتى قبل أن يبدأ وباتت المحلات كما نقول بالعامية ( تصفر ) إشارة لخلوها إلا من الهواء الذي يتخلل بابها فيصدر صفيرا علامة على أن المكان لا أحد فيه. فمن عليه أن يتحمل تبعات كل هذا وأعني مجمعات كثيرة وحركة شراء متذبذبة وضعيفة نوعا ما وخسارة أصحاب مشاريع شباب ومبتدئين وعدم تنوع في توزيع المحلات بمحتويات مختلفة للشوارع التجارية الداخلية للمناطق والأحياء ؟! فأعتقد أنه يجب الالتفات لمثل كل هذه الأمور قبل أن نخرج بمجمع تجاري جديد يلحق بإخوته الكبار !.