18 سبتمبر 2025
تسجيلالحمدلله رب العالمين بداية وختاما وفي كل وقت وحين وحال، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) صدق الله العظيم كانت آيات الله معنا في هذه اللحظات نرددها وترددها كل القلوب والأرواح الصادقة والمخلصة. والله إن هذا الشعب الطيب الخلوق القوي الله معه ويحميه ورافع اسمه ورمزه ومعه سبحانه في كل الظروف الصعبة والأزمات والمواقف التي تأتي النتائج وفق ما نتمناه، فنحمد الله وإن جاءت نقيض ذلك حمدنا الله على ما كان وعلى ما يمنحنا من رضا وقبول وروح رياضية عالية الأخلاق والتعامل. * عاش الشعب القطري والمقيمون وكل محب لدولة قطر ليلة ولا أروع لفرح عانق السماء بفوز مستحق جعل من لا يعشق كرة القدم يعشقها، وتابع المباراة بحماس وفرح، وذاق طعم انتصار منتخب وطنه بعيدا عن تشجيعه في المدرجات، إلا إن الدعاء والأماني الصادقة كانا صادقين فعلا واستجاب الله لهما لنذوق جميعا طعم الفرح والانتصار. * اللحظة رغم ما تحمله من فرح فوز أو مرارة خسارة، وما تحمله من لحظة تتويج ورفع كأس ونشيد وطني، ورغم ما تحمله من كم مشاعر جياشة ودموع، وكل ما تسجله الكاميرات والذاكرة البشرية والتكنولوجيا من صور ولقطات، تمضي تلك اللحظات وتكون تاريخا مدونا وأرشيفا، ولا يبقى منه ثابتا وحاضرا الا النتيجة الفوز أو الخسارة، وكل ما كان خلاله من مشاعر ومواقف وتصرفات تختزن لصاحبه وللشعوب وللأجيال. * والذكاء الإنساني أن تتحلى بروح رياضية وأخلاق عالية تجعل موقفك وتصرفك وسلوكك ذكرى وصورة خالدة تقرأ عنه وتشاهده الأجيال، لصور إيجابية وراقية تمثل وطنك وتربيتك وروحك الرياضية المتقبلة للنتيجة أي كانت؛ لا أن تلجأ الجماهير في هذه اللحظة لشغب وتدمير، ولا أن تلجأ لحرق وسب وشتم وقذف أحذية ونعال اعزكم الله وقناني ماء على اللاعبين كما حصل من بعض جمهور الإمارات! * أيا كانت النتيجة، وأيا كان شكل الخلافات، وأيا كانت المسببات، وكما يقال دائما الدعوة واللعب بفصل السياسة عن الرياضة إلا إن الشعوب تكون مشحونة بكم ما يذاع ويكرر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تدفع الجماهير للحماس السلبي والتخطيط المسبق لإفساد الفرحة على الفريق المنتصر. وحتى قبل أن تبدأ المنافسات. * نسمع ونقرأ بالحرب الباردة وما تشكله من حالة التوتر والتنافس بين أطراف، لتظهر أشكال الندية والصراع بينها، ومنها الحرب الإعلامية، وحرب وسائل التواصل الاجتماعي، وهي حرب تفوق تأثيرها ووصولها وإيلامها وكم الشحن النفسي الحرب العسكرية أو الحرب المعلنة التي تقتصر على الجيوش في ساحات القتال. * آخر جرة قلم: في مثل هذه المواقف تظهر الحكمة والحنكة السياسية والأخلاقية والرياضية في التحلي بالحكمة والصبر والنفس الطويل في التعامل مع وسائل الحرب الباردة في إخمادها منذ البداية، والتعامل معها ببرود نقيض ما تهدف إليه؛ وهنا الذكاء السياسي في توجبه الطاقة الذهنية والفكرية والدبلوماسية في بناء وعمل وترفع وتغافل عن رد والدخول في مهاترات لا تقدم ولا تفيد؛ بقدر ما تعرقل العمل والإنتاج والأهم الحوار الهادئ والبناء في حل أي خلاف ووجهات نظر والالتقاء على طاولة حوار، وليس التخفي خلف اسماء مستعارة وخلف جيوش إلكترونية يهمها بالمقام الأول ما يحول لرصيدها من مبالغ! ونعيد ونكرر الرياضة منافسات تربي الأرواح بتقبل الخسارة والمضي بروح وثابة لعمل وتنافس قادم بعيد عن الخلافات السياسية والثقافية والاجتماعية. النهاية تقديم منافسة شريفة ولعب راق. وإمتاع الجماهير وألف مبروك لقطر هذا الفوز المستحق وللكأس ومنصة التتويج بإذن الله. Tw:@salwaalmulla