02 نوفمبر 2025
تسجيلفي خمسينيات القرن الماضي، ظهرت منتجات "خليط الكعك الجاهز"، ولكن الغريب أن الكثير من الناس لم تعجبهم الفكرة، بالرغم من أنها توفر الوقت والجهد الذي تبذله ربة المنزل في صنع الكعك، وطعمها رائع، وسعرها رخيص. وبعد الأبحاث، توصلوا إلى أن ربة المنزل تريد أن تشعر أنها هي من صنعت الكعك أو شاركت في صنعه كي تحبه، وأن صنع الكعك عن طريق الخلطات الجاهزة "سهل أكثر من اللازم"، لذلك أزالوا بعض الخطوات في صنع خليط الكعك من المصنع، وجعلوا ربة المنزل تضع خليط الكعك مع البيض والماء، ثم تخلطه لتصنع الكعك، وبذلك نجح المنتج في جعل الناس تتقبله وتقبل عليه. شركة ايكيا السويدية للأثاث، تقوم ببيع بضائعها وهي مفككة، ليقوم المشتري بتركيب أجزاء قطعة الأثاث، فيشعر أنه هو من صنعها -أو على الأقل شارك في صنعها-، مما يجعله يعشق هذه القطعة ويعتبرها أحد إنجازاته وإبداعاته، ويعطيها قيمة أكبر بكثير من قيمتها الحقيقية. هذا التأثير يسمي علمياً بتأثير ايكيا The Ikea Effect. وفي مجال العمل، الكثير من المديرين يصدرون قرارات للموظفين بدون إشراكهم فيها، فتجدهم يتفاجأون بالقرار، مما يجعل البعض لا يفهمه ولا يعرف الهدف منه، وبعضهم يقاومه ويحاربه، والبعض يقبله كما هو ولا يتعب نفسه بالتفكير بتطويره لأنه – في وجهة نظره – لا فائدة من بذل الوقت والجهد لتطوير المؤسسة، بما أن القرارات تأتي من المدير بدون أن يستمع إليهم. فعندما يتم إشراك الموظف في عملية صنع القرار ووضع الإستراتيجيات والخطط التطويرية، فهذا لن يساهم فقط في إنضاج القرارات والخطط، بل وسيجعل الموظف يشعر بـ "تأثير ايكيا"، أي أنه سيشعر بالإنتماء والإنجاز، وسيكون متحمساً بشكل أكبر لتنفيذ القرارات والخطط التي شارك في "طبخها".