17 سبتمبر 2025
تسجيلحوار واشنطن يؤكد دور قطر المحوري في الخليج والشرق الأوسط إعلان واشنطن علامة فارقة في مسار الأحداث والتطورات في المنطقة الحوار الإستراتيجي يكشف جميع اتهامات دول الحصار الباطلة ضد قطر قطر تدخل التاريخ بالعزة والكرامة ودول الحصار تغادره بالخيبة والانكسار دشن الحوار الإستراتيجي القطري الأميركي، الذي استضافته واشنطن أمس مرحلة مهمة من الشراكة الإستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة سيكون لها تأثيرها المباشر على مجريات الأمور في المنطقة . إن هذا الحوار الذي شهده العالم عبر البث المباشر للفضائيات ووسائل الإعلام توج بمذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون أمني شكل نقلة نوعية ارتقت بالعلاقات إلى شراكة إستراتيجية ذات آفاق رحبة تشمل مختلف المجالات مما يجعلها غير مسبوقة وتؤسس لمستقبل مميز في العلاقات . إن جلسات الحوار الإستراتيجي القطري — الأمريكي التي وصفها سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بأنها تتويج لعلاقات تعاون بين البلدين عمرها 45 عاما ، و تستند إلى رغبة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ترسيخ العلاقات الثنائية. إن العلاقات التاريخية بين قطر والولايات المتحدة قامت منذ افتتاح البعثة الأمريكية في الدوحة عام 1972 على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والتعليمية والثقافية ومكافحة الإرهاب وتعززت انطلاقتها في أوائل التسعينيات، وتطورت إلى المستوى الذي وصلت إليه اليوم. وقد مثلت زيارة سمو الأمير المفدى إلى واشنطن في فبراير 2015 أهم فصل في العلاقات بين قطر والولايات المتحدة، ثم توجت بلقاء سموه في سبتمبر 2017 الرئيس دونالد ترامب . سيبقى الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي علامة فارقة في مسيرة العلاقات الثنائية وفي مسار تطورات الأحداث في المنطقة، خصوصا وأنه يكتسب أهمية استثنائية وينطوي على كثير من الرسائل والدلالات السياسية التي لابد من التوقف عندها وأهمها أنه يوجه ضربة حاسمة لدول الحصار ويفند مزاعمهم وأكاذيبهم وافتراءاتهم التي حاصروا قطر على أساسها . إن الرأي العام العربي والعالمي يجمع أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الجهة الأولى التي تصنف قوائم الإرهاب من دول وأفراد وكذلك هي الجهة الأولى التي تقود محاربة الإرهاب ومكافحته في كل مكان على امتداد العالم . ومن البديهي أن يتوقف الرأي العام باهتمام كبير عند هذا الحدث الكبير وهو إعلان الشراكة الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة والتعاون الأمني الإقليمي لمكافحة الإرهاب . مما يجعل كل اتهامات دول الحصار لقطر باطلة . إذ إنه من غير الممكن أن توقع أمريكا شراكة لمكافحة الإرهاب مع دولة راعية للإرهاب . وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمام جميع وسائل الإعلام : أن قطر صديق وشريك قوي وقديم للولايات المتحدة، وأن قطر حققت تقدما كبيرا في مجال مكافحة الإرهاب". علما أن قطر كانت أول دولة وقعت على اتفاقية مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية . ولعل الرسالة البالغة الأهمية التي جاءت من واشنطن كانت الإعلان عن اتفاق قطري أمريكي للعمل المشترك لحماية قطر من التهديدات الخارجية التي تواجه وحدة أراضي قطر . وبالتالي فإن كل مخططات ومؤامرات دول الحصار للنيل من قطر انتهت إلى غير رجعة ذلك أن سيادة قطر خط أحمر ، والاعتداء عليها بات مستحيلا . كما أن الحوار الاستراتيجي ينطوي على نقطة جوهرية وهي أن قطر دولة محورية في الخليج والشرق الأوسط ودورها مؤثر وفاعل في ملفات المنطقة وقد سبق أن أشار إلى هذه النقطة سمو الأمير المفدى خلال زيارته إلى واشنطن عام 2015 بقوله : "إن قطر مستعدة للعب دور محوري وطويل الأمد في سبيل ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". ما شهدته واشنطن أمس لم يكن مجرد إعلان نوايا ولا مواقف سياسية يمكن أن تتبدل بتبدل الظروف والأحوال، بل هي شراكة إستراتيجية لم يسبق أن عقدتها واشنطن مع أي دولة عربية وهي شراكة تشمل السياسة والاقتصاد والاستثمار والتعاون الأمني والعسكري والدفاعي وفقا لما أشار إليه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية حيث إن قطر وأمريكا تخططان لتوثيق العلاقات العسكرية في إطار رؤية سنة 2040، تشمل استضافة البحرية الأمريكية، وتعزيز قاعدة العديد لتصبح قاعدة إستراتيجية في المنطقة . من المؤكد أن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي أسقط كل الأوراق التي استخدمتها دول الحصار وأبطل كل الشعارات الواهية لحصار قطر . لقد دشن هذا الحوار موعدا مع التاريخ فيما يغادر الآخرون التاريخ بخيبة يجرون خلفهم ذيول الهزيمة، بعدما أثبتت قطر قدرتها على الصمود ومواجهة التحديات لتثبت للعالم أن كل قطري بمائة رجل .