10 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت احتفالات البلاد باليوم الوطني أمس متفردة في كل شيء، فقد كان يوماً للفخر والاعتزاز بالنجاح، حيث شاركت شعوب العالم أهل قطر فرحتهم باليوم الوطني، في مشاهد تعبر عن الوفاء والفرح بما تحقق من إنجازات عاشتها هذه الشعوب لحظة بلحظة، منذ بداية انطلاقة المونديال حتى المباراة النهائية. تعرفت شعوب العالم وعن قرب، على الثقافة العربية والهوية القطرية والحضارة الإسلامية والمشاعر الإنسانية التي وجدوها متدفقة أمامهم في كل خطوة في هذا البلد المضياف. كان اليوم الوطني أيضا مناسبة للاحتفال بالإنجازات التي حققتها دولة قطر هذا العام، ويأتي في مقدمتها هذا المونديال الاستثنائي الذي أكد كل ضيوف قطر أنه كان مناسبة غير مسبوقة واستثنائية وسوف يسجلها التاريخ. إن شعار اليوم الوطني عام 2022، يعكس التكاتف والتلاحم للشعب القطري، حيث تتجلى معاني الفخر بالوطن والوفاء للأجداد والآباء والاعتزاز بالقيادة". ويأتي التكاتف والتلاحم هذه المرة على مستوى الوطن وعلى مستوى العروبة وبمشاركة شعوب العالم في مسك ختام المونديال، فاكتست شوارع الدوحة بكل مشاعر الفرح بهذه المناسبة العظيمة التي تزامنت مع أهم بطولة عالمية شدت أنظار العالم إلى قطر في ليلة الثامن عشر من ديسمبر 2022. وقد استقبلت قطر وهي تحتفل بيومها الوطني وتستضيف في ذات الوقت المونديال أكثر من مليون و400 ألف زائر من أنحاء العالم، وبلغ إجمالي عدد الحضور الجماهيري لمباريات البطولة قرابة 3,4 مليون مشجع، مما يعني أن متوسط حضور المباراة الواحدة تجاوز 53 ألف مشجع، بطاقة استيعابية إجمالية تجاوزت 96 بالمائة. وهي نسبة تفوق ما حققته البطولات السابقة من حيث الدخول والانتقال بين الملاعب والتمتع بأكثر من مباراة في ذات اليوم. وقد استمتع المشجعون بطبيعة البطولة متقاربة المسافات، حيث تمكن الآلاف من حضور أكثر من مباراة في يوم واحد خلال المراحل الأولى من منافسات البطولة، لأول مرة في التاريخ الحديث لكأس العالم، بفضل تقارب المسافات بين الاستادات الثمانية، عالمية المستوى، التي تقع جميعها ضمن مسافة لا تتجاوز ساعة واحدة من وسط مدينة الدوحة، ويمكن الوصول إليها بسهولة باستخدام المترو أو الحافلات، أو سيارات الأجرة. ووفرت الدولة كافة الوسائل التي تساعد الجمهور على التنقل بسهولة كبيرة وفي كل الأوقات. واستمرت حافلات النقل في الخدمة حتى الساعات الأولى من الفجر منذ انطلاق البطولة. إلى جانب ذلك، حظيت الأنشطة الترفيهية، التي أقيمت في أجواء تلائم جميع أفراد الأسرة، بشعبية كبيرة، حيث حضر أكثر من 530 ألف شخص فعاليات مختلفة يومياً خلال أيام البطولة، في مهرجان الفيفا للمشجعين بحديقة البدع، والمناطق المحيطة بالاستادات، وعلى كورنيش الدوحة، وفي مناطق المشجعين في أنحاء البلاد. ونجاح قطر في تنظيم نسخة مبهرة من كأس العالم، سيمثل علامة فارقة في استضافات الفعاليات العالمية الكبرى". ولا شك أن تجربة قطر في تنظيم هذا الحدث التاريخي سيترك إرثاً اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً مستداماً للدولة والمنطقة بأسرها. حوار ثقافي دولي وشهدت فعاليات درب الساعي حواراً ثقافياً دولياً مفتوحاً للجميع، تعرف فيه زوار قطر على الثقافة والحضارة العربية والهوية القطرية في أكبر حوار حضاري شعبي مفتوح لجماهير من كل دول العالم. وتسابق بعض المشجعين لحفظ بعض مفردات اللهجة المحلية مثل الكرك والمكبوس وارحبو وهلا فيكم وحياكم، وكثيرون يستخدمون اللغة العربية الفصحى ويحفظون كلمات منها، بل ويلبسون الزي القطري ويحملون تذكارات من قطر، تعيد إلى أذهانهم اللحظات التاريخية التي عاشوها في قطر. لقد ظلت صورة العرب في الخارج تعاني من استهداف ممنهج، يصورهم بأنهم أمة غير قادرة على صناعة الحدث والمشاركة في الأحداث العالمية الكبرى بفاعلية، لذلك كان الاحتفال باليوم الوطني مناسبة ثقافية ووطنية مهمة وبسبب تزامنها مع ختام مونديال قطر 2022 وجدت شعوب العالم الأخرى فرصة طيبة في التعرف على المجتمعات العربية عن قرب ومعايشة دورها في استضافة العالم في بطولة هي الأكبر على مر التاريخ. لقد تعرفت شعوب العالم على حسن الضيافة في الفنادق الفارهة والمنتجعات الباهرة والفعاليات الترفيهية المنتشرة على كورنيش الدوحة وساحات لوسيل الواسعة وميادين سباير الرياضية الفسيحة، وتنقلوا عبر قطارات المترو الحديثة إلى كل مناطق الدوحة المختلفة خاصة من الملاعب إلى مساكن المشجعين وإلى ساحات الفعاليات المختلفة. هزيمة إعلام التضليل جاء جمهور المونديال إلى قطر والإعلام المغرض يحرض ويؤلف ويضلل بأن قطر غير مستعدة لاستضافة المونديال، وبعد وصولهم اكتشفوا أن الحقيقة عكس ما يدعيه المغرضون والمضللون، وجدوا استضافة ملؤها الكرم والضيافة وحسن الاستقبال. وجدوا ملاعب كأس العالم المكيفة والمهيأة لكل المباريات لتوفر لهم الدخول السهل والمرونة الكبيرة في الانتقال من ملعب إلى آخر. وجدوا ملاعب حديثة لا شبيه لها في أي مكان في العالم. والحديث يطول عن الطرق المعبدة والجسور والمعابر التي وفرت سهولة في الحركة وأعلى معايير السلامة والأمان. وجد زوار قطر؛ العمال وهم يتقدمون الصفوف في التطوع والعمل والتشجيع بكل حرية فعقدت الدهشة ألسن من صدقوا تلك الأكاذيب. حاولت بعض الجهات المعروفة التي أزعجها فوز قطر باستضافة هذا المونديال التاريخي، ولأنها كانت تعلم بأن النتيجة النهائية ستكون تنظيماً رفيعاً يلهج بالثناء عليه الكثيرون، سعت لكل ما تملك من قوة إلى إثارة الشكوك حول التنظيم، ولكن هيهات. وكانت محاولتهم المستميتة الأخيرة هي تسييس المونديال وإطلاق الشعارات السياسية علها تؤدي إلى الفرقة فكانت هزيمتهم المدوية أمام مشاعر الشعوب وهي ترفض الاستماع إلى أحاديث الكذب والتضليل والخداع، فقد فات عليهم أن الإنسانية متفقة على قيم الأخلاق والوفاء، والقيم، واحترام العادات، والتقاليد. استدامة الإنجاز والنجاح تلقت قطر التهنئة من قادة العالم الذين شاركوا في حفل اختتام كأس العالم 2022 الذين أشادوا جميعا بقوة التنظيم وبالنجاح الاستثنائي في تنظيم بطولة سوف يسجلها التاريخ، وهو ذات ما شهد به جمهور المشجعين من كل دول العالم. لقد قال الجمهور كلمته عندما تمنى أكثرهم لو استمرت بطولة كأس العالم ولم تنته هذه الفعالية بهذه السرعة. لقد حققت دولة قطر بالتخطيط السليم والعمل المشترك هدفها في تنظيم بطولة عالمية يفخر بها كل عربي، والمطلوب اليوم هو العمل الجاد لاستدامة النتائج الإيجابية التي حققتها دولة قطر في هذه البطولة، وهي تستضيف الملايين من الزوار، وتقدم لهم الخدمات المتطورة والحديثة والسريعة. رئيس التحرير