11 سبتمبر 2025
تسجيلكما كان متوقعا،ثار العالم المتمدن والشعب الأمريكي ضد قرار" العزل الإنساني التعسفي" الذي أصدره دونالد ترامب بمنع دخول مواطني الدول العربية الست وسابعتهم إيران من دخول الولايات المتحدة بذريعة حماية الأمريكيين من خطر "الإرهاب الإسلامي" وبمرسوم "حماية الأمّة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة الأمريكية"، وبذلك فقد حكم ترامب على 230 مليون إنسان بأنهم إرهابيون،وحتى يتم فك لغز مصطلح وتهمة الإرهاب، يكون الجميع مهددا بخطر المنع والترحيل والتشكيك ، فيما الرعايا الأمريكيون يجوبون العالم وهم موجودون مدنيون وعسكريون في غالبية الدول،ولا يستطيع قرار ترمب حمايتهم من خطر الإرهاب الذي يعاني منه المسلمون أكثر من غيرهم. لقد انتصر القضاء الأمريكي ضد قرار الرئيس، ومؤقتا ستبقى حالة التجاذبات وتداخل الصلاحيات والقيود تتعاظم ضد العرب والمسلمين دون ضابط، ولكن يبقى للحكومة الأمريكية الحق في حماية مواطنيها وأراضيها، والشعب الأمريكي في غالبيته شعب طيب، ولكنه منساق خلف الإعلام ، ولحسن الحظ المعركة بدأت مبكرا بين غالبية وسائل الإعلام الأمريكية والرئيس ترامب شخصيا،وهو يعلن تحقيره لوسائل الإعلام أيضا،فالموج الإعلامي بات يضرب صورة ترامب العنصرية ومواقفه المسبقة ضد شعوب الشرق الأوسط وغيرها، ولكن يجب أن يكون للعرب كلمتهم في هذا المقام البائس.في عالمنا العربي، ليس هناك سوى شعوب مسكينة مستضعفة، ولهذا وجدنا الفكر التكفيري والتطرف والجماعات الإرهابية تغزو مجتمعاتنا وتقتل مواطنينا، تماما كما تقتل القوات الغازية لبلادنا من دول الحلفاء، المدنيين بذريعة اجتثاث الإرهاب والتخلص من الأنظمة الدكتاتورية، كما شهدنا خلال العقدين الماضيين، ولهذا فإن مصطلح "الإسلاموفوبيا" قد خرج مقابله مصطلح " ترامبوفوبيا" الذي يهدد السلم الدولي مع أمريكا، فالعالم الغربي والمجتمع الأمريكي تحديدا بات يفهم أكثر من السابق ما يحدث في العالم حولهم وخصوصا عالمنا العربي، ولذلك يجب على الأمة الأمريكية أن تفكر في ما سيحدث لبلادهم بعد رحيل ترامب بعد أربع أو ثماني سنوات مخلفا كراهية العالم لأمريكا. كم هي عدد العمليات الإرهابية التي نفذها إرهابيون ضد الولايات المتحدة خلال العشر سنوات الماضية،أو الخمس أو الثلاث الأخيرة؟ وهل التهديد ضد الولايات المتحدة يوازي حجم التهديد ضد أوروبا التي وقعت فيها عمليات إجرامية إرهابية كان مرتكبوها يحملون جنسيات إوروبية ومواليد تلك البلاد رغم أصولهم العربية، ولكن ما وقع في الولايات المتحدة من ثلاث حوادث خلال السنة الماضية،لا تذكر مع عدد الجرائم الأخرى التي ارتكبها مواطنون أمريكيون ضد مواطنيهم، لقد قتلت الأسلحة الداخلية آلاف الأمريكيين والمقيمين ،فمن يحميهم؟!إن ما يبدو عليه الأمر كأن التاريخ يستولد ماضيه، فمارجريت تاتشر الثمانينات خرجت نسختها رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، و رونالد ريجان القديم يتلبس شبحه في شخص رونالد ترامب، وخطابات ترامب، وخطاب ماي الأخير في فيلادلفيا يعيدنا إلى مشهد الثمانينات من القرن الماضي.