18 سبتمبر 2025

تسجيل

العرب وترامب والخيانة

27 ديسمبر 2017

إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ قانون الكونجرس 1995 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها رسميا، يبدو أنه فضح العجز الكامل للدول العربية بل والإسلامية، وجاء توقيته مناسبا بشكل مرير، حيث إن الشعوب التي كانت المحرك الأساس لجبهة الرفض العربية والإسلامية لم تقم بأي ثورات غضب كما هو متوقع أو كما كان يحدث في السنين الغابرة، بل إن الشعب الفلسطيني نفسه داخل الأراضي المحتلة لم يكن رد فعله كما كان سابقا، وهذا يدعو إلى حمل "المايكروسكوب" المكبر ويضع شعوبنا وحكوماتنا تحته، فنحن مصابون بفيروس قاتل يسبب الإحباط والعجز والوهن السياسي. لهذا يقف المواطن العربي صامتا أمام كل ما يجري ضد عالمه وشعبه، فالشعوب لا تملك الأسلحة النووية كما تملكها كوريا الشمالية، ولا برنامجا نوويا كإيران، ولهذا فليس لدى الشعوب ولا حكامهم أي مصدر قوة ليواجهوا به القرارات الأمريكية بقيادة ترامب، بل إن الشعوب باتت مشغولة بعد لقمة العيش بطرد فكرة أنهم إرهابيون كما يحلو للرئيس ترامب أن يصفهم في كل مناسبة وأن يسيء لهم لفظيا ووصفيا وعمليا أيضا بمنعهم من صعود الطائرات باتجاه الغرب. من هنا يتضح جليا أن رئيسا كدونالد ترامب الذي جاء من خلفية ماجنة، لا يعير السياسة أي بال، ولا يقيم للقيم العالمية أي قيمة، ولا يتوانى من أن يقرّع أي شخص لا يعجبه كلامه، بات رهينا لليهودية الصهيونية المتطرفة جدا، وهو يحقق شهوات اليمينية المسيحية المتصهينة أيضا، ولهذا فهو لا يخفي كراهيته للعالم الإسلامي برمته ويعتبره كهف الأشرار، ومع هذا نرى فيه -نحن العرب- المخلّص، ولأجله تخلينا فجأة عن القدس، وأصبحنا "محررين" لأي قرار أممي ضده أو ضد إدارته، فمن منا يخون الآخر..