30 أكتوبر 2025
تسجيلفي البدء أبارك لسعادة صلاح بن غانم العلي على تعيينه وزيرا للثقافة والرياضة، وأتمنى له التوفيق والنجاح فيما أوكل إليه من مهام وزارية صعبة وتحتاج إلى جهد كبير، فالثقافة قد احتلت المرتبة الأولى من حيث الأنشطة والفعاليات منذ أن أقيمت احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية في العام 2010، ومنذ ذلك التاريخ والساحة الثقافية ناشطة محليا وخليجيا وعربيا وعالميا، وما هذه الفعاليات التي أقيمت وتطوير البنية التحتية الثقافية وإعادة العمل في كثير من الاتفاقيات الثقافية التي وُقّعت بين قطر ودول العالم إلا ليتم الاستفادة منها، وأتى ذلك بعد أن كانت الثقافة مهمشة "طوفة هبيطة" كما نقول. ومن هنا كانت التحديات كبيرة أمام سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري عندما تم تعيينه وزيرا للثقافة وإلغاء نظام المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، وحقيقة فقد كانت نقلة نوعية في الثقافة يشهد لها الجميع، وكان ذلك يقف خلفه وزير مثقف استفاد من كل ما كان يكتب من نقد عن الثقافة، ولم ينظر إليها برؤية أخرى سوى أن ذلك في مصلحة التطور الذي يسعى له، فكان يحمل رؤية وخطة واستراتيجية أرى أنها تحققت في خلق نشاط ثقافي لقطر. واليوم وبعد التغير الوزاري الأخير جاء بموجبه سعادة الأستاذ صلاح غانم العلي، وهو في حقيقة الأمر ليس بغريب عن الثقافة بشكل عام، فهو متابع وقارئ وشاعر، ولعل ما تحقق لاحتفالية اليوم الوطني فلهذا الرجل دور كبير مع الفريق الذي عمل معه، فبرؤية الشاعر جعل اليوم الوطني محورا، وهو بيت من أشعار المؤسس، والفعاليات التي تقام كلها مستمدة من رؤيته وفكره في جعل الثقافة والتراث والهوية مصدر اهتمام الوطن، فكان درب الساعي الذي نجح في شد انتباه الحضور له، ومن ذلك النجاح جعلنا نطالب اللجنة المشرفة على احتفالات اليوم الوطني استمرار فعاليات درب الساعي طوال العام، لأننا بحاجة إلى أن يتعرف هذا الجيل على ذلك الأثر الذي خلفه لنا الأجداد. من هنا فإنني أرى أن محور الثقافة سوف يظل مصدر اهتمام الدولة، كما قال حضرة صاحب السمو الأمير المفدى في كلمته الأولى عند تولي مقاليد الحكم "إن الثقافة والهوية الوطنية مصدر اهتمامنا"، كما أن عملية الدمج مع الرياضة لن تؤثر في ذلك، وبو غانم قادر على تحقيق النجاح في الجانبين، فهو خير خلف لخير سلف.