15 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا توقف المناعي عن المسرح؟

03 أكتوبر 2018

أثار خبر اعتزال الفنان الكبير عبدالرحمن المناعي ، جدلا كبيرا في الحركة المسرحية كونه " نوخذ المسرح القطري، ومنذ ان عرفنا المسرح عرف الفنان المناعي كاتبا ومخرجا ومبدعا، وعندما يذكر المسرح في الخليج يذكر المناعي من بين رواد المسرح، وكان في ندوة بالشارقة عندما قدم مسرحية المرزام طرح أحد النقاد عليه اعتزال المسرح، لانه لم يعد يقدم جديدا فكان رد المناعي عليه إن وضعت الهيئة الدولية للمسرح سنا للتقاعد ووصلت إلى هذه السن سوف اتقاعد عن المسرح، ولازال يقدم تجاربه المسرحية حسب تجربته التي عرف بها وضمن فريق مسرحه " فرقة الدوحة المسرحية " الذي يتواجد معهم  كل يوم من المساء حتى اخر الليل وهو يتسامر مع الاعضاء حول تلك الحكايا التي يحبها والتي تشكل نصا مسرحيا في يوم ما، فهو يجمع ارثا ثقافيا شعبيا، كونه عاش في ذلك الزمن الذي رضع التراث مع حليب أمه وبالتالي فان غالبية الاعمال التي قدمها مستمدة من ذلك التراث وعندما التحق بفرقة المسرح القطري في نهاية عام 1973 عرف حينها المناعي ، وكيف انه احب المسرح فكان يقوم بعمل كل شيء فيه من كنس وانجاز الديكور وتركيب اللوحات الاعلانية في الشوارع بعد انتهاء البروفات، وقد شاركت في عدد من الاعمال المسرحية التي قدمها المناعي ولعل مشاركتي في مسرحية ام الزين هي الأهم كون التجربة في تلك الفترة فريدة ، فقد استدعى فرقة الاذاعة لكي تقدم أغانيه المسرحية حية من قاعة المسرح ولم يعتمد التسجيل للمؤثرات الصوتية للمسرحية،  فكان صقر صالح مطربا وهبة عبدالله مطربة للعمل وكانت مشاركة الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله وزينة علي كعنصر نسائي في تلك الفترة واستمر المناعي في تقديم مدرسته المسرحية ولم يتوقف ابدا حتى اخر عمل له قدم نهاية الموسم الماضي بعنوان " مسرحية مسرحية " ونظرا لما تمر به الحركة المسرحية من جدال كبير بين رؤية مركز شؤون المسرح وبين الفرق المسرحية في وضع معايير ومناظير ثمانية، ونظرا لعدم فهم تلك المعايير من قبل الفرق المسرحية واصرار المركز على ضرورة ان تطبق الفرق المسرحية تلك المعايير التي يجهلها كثيرون من الاعضاء وكان البعض بفرقة الوطن قد طالب المركز بالحضور لعقد جلسة يتم فيها شرح تلك المعايير ولكن الجلسة لم تعقد بسبب ان سعادة وزير الثقافة سوف يحضر الجلسة ولم يتم تحديد موعد اخر لها، واعتقد ان السبب في غضب المناعي هو التقييم الذي منح عبر عمله المسرحي الاخير فقد حصل على ضعيف او متوسط أو ما شابه ذلك، بالمثل فقد ابتعد عن المسرح الفنان فالح فايز الذي منح هو الاخر تقييما لا يليق بجهده في المسرح،  وانه يدفع للانتاج اكثر مما يحصل عليه حتى ان المبلغ الذي منح كان محل تندر من الجميع، حيث ان التقييم يعادله مبالغ من المال،  وهكذا فان قرار الاعتزال علق ناقوس الخطر، لما تعانيه الحركة المسرحية رغم حرص الوزارة على تطوير المسرح، لكن نقص الموازنة ساهم في عدم انتاج اي عمل حتى الآن.