11 سبتمبر 2025

تسجيل

جـــانـــب مفـــرح لـ 2022

30 ديسمبر 2022

بالأمس كتبت مقالا لم يستوفِ حقيقة كل الهموم العربية التي تترحل معنا إلى عام 2023 ونحن الذين نبدأ يوم الأحد القادم بإذن الله أول أيام السنة الميلادية الجديدة، ليس لأنني لم أستطع الاسترسال في ذكر كل قضايانا العربية التي تضاعفت وظلت معلقة وكل عام تنتقل للعام الذي يليه دون حلول أو أشباه حلول للأسف، ولكن لأن المقام لم يتسع حينها لسرد كل الهموم والفكر لم يكن مستنفرا لكل هذا الحزن حينها أما اليوم فإنني فضلت أن أقلب صفحة من الفرح قد مررنا به في عام 2022 وأبحث عما كان سببا في أن نفرح فيه أو غيَّر من روتين هذه الهموم نحو الأفضل ومن الجانب المضيء لهذا العام الذي يوشك على أن يكون من الماضي القريب. في هذا العام الذي لا نزال في ذمته اختتمناه في قطر بأعظم حدث رياضي عالمي كان حتى قبل 12 عاما مضت من الأحلام التي لم يجرؤ أي بلد عربي على الحلم به على أرضه ولكننا في قطر فعلنا هذا المستحيل وكان بمثابة عيد عالمي تنوع فيه هذا العالم من كل جنس وجنسية وهوية وبلد وكان أفضل مونديال لكأس العالم لكرة القدم في تاريخ هذه البطولة الذي استطاعت الدوحة أن تبرز كدولة خليجية عربية مسلمة قادرة على أن تجاري أكبر الدول التي استضافت مثل هذه البطولة التي كانت محصورة لها ولم يكن أحد يتوقع أن تنجح هذه الدولة الصغيرة في مساحتها الكبيرة والعملاقة في قدراتها وإمكانياتها في أن تستضيف تلك الملايين التي قدمت لحضور المونديال والتعرف على ثقافتها وشعبها وأرضها ومراكز السياحة فيها وكان أعظم وأجمل ما يمكن أن نتذكره في عام 2022 ومن الأساس حينما تسأل أي شخص عربي ما هو أجمل وأفضل شيء حدث في عام 2022 سوف يخبرك فورا بأن بطولة كأس العالم قطر 2022 لكرة القدم هي أفضل وأعظم حدث عربي سعيد وجميل صار في هذا العام لأن العالم لا يمكن أن ينسى هذا المونديال الذي سوف يظل عالقا في الأذهان خصوصا لمن عاصروه بشغف وغادروا بلادنا ليعودوا إلى أوطانهم وفي أي موقف بعدها يعقدون مقارنات طويلة المدى وقصيرة عما رأوه في قطر وما يعايشونه في أوطانهم سواء من حداثة المترو إلى وسائل النقل والباصات والحافلات إلى حداثة الاستادات الرياضية إلى جمال الشوارع ونظافتها إلى جاهزية المرافق ودورات المياه ونظافتها وكل شيء بات اليوم في مقارنة لا تستلطفها حكومات هذه الدول من شعوبها التي عادت مؤخرا من دولة قطر في تقييم الخدمات التي كانت متاحة لملايين المشجعين بجانب شعب قطر من المواطنين والمقيمين وعلى نفس المستوى المتكامل منها. لذا إن سألتم هذا العالم عن الوجه المضيء لنا عربيا في هذا العام فهو حتما سوف يكون كأس العالم الذي لا نزال في جلبابه ولا أظن أننا سنخلعه قريبا حتى مع حلول مونديال عام 2026 الذي سوف ينشط الذاكرة في عقد المقارنات السريعة بينه وبين سابقه المميز في قطر. ولعلكم الآن تسألون إذا ما كان هناك شيء آخر مفرح في هذا العام الذي يوشك على إغلاق الباب خلفه غير المونديال لأخبركم أنني شخصيا كـ (ابتسام) أقول بأنه من المفرح أن يمر العام وبلادنا بألف خير وتمضي للقمة وبنفس الهمة والعزيمة على أن تبقى وطنا لمن يستحق هذا الوطن وأدعو الله أن يديمها على قطر قيادة وحكومة وشعبا وأرضا وثروة وأمنا وقوة وبأسا وأن يرفع من شأن العرب وبلاد العرب الممتدة من المحيط للخليج وبالعكس وسائر بلاد المسلمين.