18 سبتمبر 2025
تسجيلمجتمع لا يسأل نفسه ما هو المشترك بين أفراده الذي يجعل منهم مجتمعا، يكون عرضة للتجاذب وللصراع. ما هو المشترك بيني وبين المواطن الآخر؟ ما هو المشترك بين حريتي كمواطن وحرية بقية أفراد المجتمع؟ ما هو المشترك بين أفراد المجتمع والأرض التي يعيشون عليها؟ ما هو المشترك بين المجتمع ونظام الحكم السائد فيه؟ ما هو المشترك بين المجتمع وبيئته التي يعيش في أحضانها ويتمتع بخيراتها؟ ما نلاحظه من احتلال للساحات العامة والاعتصامات هنا وهناك ليس سوى دليل على اختلال مفهوم «المشترك» لدى أفراد المجتمع، النقاش حول المشتركات ضروري وحيوي وعلى قدر كبير من الأهمية لاستقرار المجتمع، مجتمعاتنا في الخليج بحاجة ماسة اليوم بالذات لإعادة فهم المشتركات بينها وبين شعوبها، لأنها تتعرض بالفعل لهجمة قاسية من ثقوب غياب مفهوم «المشترك»، أقترح على المؤسسات الشبابية والثقافية في المجتمع إحياء فكرة «المشترك» أو اللاصق الاجتماعي الهام لأي مجتمع، من خلال نشاطاتها وندواتها، والمنتظر إحياء رميم الطبقة الوسطى المتآكل والذي يؤثر سلبا على المجتمع ولا تظهر آثار ذلك إلا بعد حين، المشترك ببساطة هو إشكال الثروة بمفهومها الواسع التي يتقاسمها أفراد المجتمع ولا أعني بالثروة هنا الجانب المادي وإنما رأس المال الاجتماعي كذلك وهو على قدر كبير من الأهمية، الثقافة السائدة اليوم في مجتمعنا هي ثقافة «ما يميزني عن بقية أفراد المجتمع» والبحث على هذا الأساس يجعل من المجتمع في حالة من اللهاث والتزوير والاختلاق، ويضع فاصلا وحاجزا بين المجتمع والنظام الذي هو من صلب المجتمع وجزء مهم وضروري من أجزاء المشترك العام. قطر في وضعها الجديد تحتاج إلى البحث عن المشتركات لا عن التمايزات، المشترك بين أبناء المجتمع القطري الذي أخذ في التحلل والاندثار بعد عملية رسملة المجتمع السريعة التي يتعرض لها المجتمع، والتي تؤدي إلى إبراز ثقافة التمايز على ثقافة المشترك، حتى لا يبحث كل منا عن مصيره بانفراد كما يحصل في مجتمعات أخرى فيصبح ضحية للاستقطابات السياسية منها أو الطائفية أو الدينية، نحمد الله أن مجتمعنا القطري خالٍ إلى حد ما منها حتى اليوم، لكن غياب مفهوم المشترك قد يجعل منه مسرحا لها في المستقبل المنظور. [email protected]