16 سبتمبر 2025

تسجيل

سمو الأمير الوالد و{مقدمة في فلسفة التاريخ»

17 فبراير 2024

رأيت مقدمة لفيلم وثائقي سيعرض عن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، واعتقد أنه أمر جيد بل ومستحق لشخصية قطرية مؤثرة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أسردها: ‏١- هناك شخصيات يصنعها التاريخ وشخصيات تصنع التاريخ، تاريخ قطر قبل تولي سمو الأمير الوالد مقاليد الحكم كان تاريخاً خطياً بمعنى أنه كان يسير محكوماً بعوامل التاريخ من جغرافيا واقتصاد وحجم وغير ذلك، في عهد سموه شهد التاريخ تحولاً ولم يعد الأمر متروكاً للتاريخ وعوامله التي ذكرت وإنما اعمل سموه عزيمته ورؤيته واصراره فحوّل حركة التاريخ الخطية إلى قفزات تختزل التاريخ والزمن، وتفرز مرحلة « الما بعد» فيصبح تاريخ قطر قبله شيئا وبعده شيئا آخر. ‏٢- لم يكن قائداً عادياً، كان ثورياً يرى في التاريخ ثورة على الظلم وعلى الاستبداد وقهر الشعوب، أوجد الجزيرة فأصبحت قبلة الشعوب التي تبحث عن حريتها واستقلالها وكلمتها في الأرض قاطبة وبدا الإعلام الغربي قزماً إلى جانبها، شوكة في حلق إمبريالية المال والإعلام الغربية. ‏٣- أوجد القطرية لتتبوأ سماء العالم ولترفع اسم قطر في كل مكان وتحت كل سماء، كنا نعاني سابقاً حينما نذكر اسم دولتنا لا لشيء إلا لقصور إعلامنا من التوصيل، اليوم ارم باسم قطر في أي مكان او شارع او سكة في اي عاصمة او مدينة من مدن الدنيا ستجد من يلتقطه شوقاً إليه. ‏٤- ذهب إلى التاريخ في عقر داره لينتزع منه جوهرة تتسابق دول العالم الكبرى على حيازتها والفوز بشرف اقتنائها « شرف تنظيم كأس العالم» ليضع العالم امام تصور جديد ليعيد تأثيث الفكر الرياضي القائم على النزعة الاستعمارية إلى فكر إنساني واسع ومفتوح للجميع يقدمه الصغير كما قدمه الكبير. ‏ليس هذا فقط بل لتنظم الدولة بعد خطوته الجريئة هذه اعظم نسخة من كأس العالم على مر التاريخ بشهادة الجميع. ‏ه- في عصره وما بعد أصبحت قطر لاعباً سياسياً كبيراً على جميع الأصعدة، ومحاوراً فذاً بل ووسيطاً عالمياً يُشد اليها الرحال، ويسعى للفوز بوساطتها أعظم الدول وكبار الشخصيات. ‏٦- داخلياً سعى إلى اقامة نوع من العدالة الاجتماعية فلا تجد محتاجاً يسعى إليه أو معدماً ينوء بمصاعب الحياة إلا ووقف إلى جانبه، فالقطري قبل عصره شىء وبعد عصره شىء آخر ‏فهو إنسان بمعنى الكلمة يتأثر بما يصيب الآخرين من أبناء شعبه لا يبحث عن الكمال، لان الكمال لله وحده لكنه يكره التقصير والمقصرين، ممن يتبوأ ‏منصباً أو حقيبةً ولا يعمل لخير الوطن والمواطنين. ‏٧- صنع جيلاً كان بالأمس رميماً، نفح فيه من روحه وتطلعاته، جميع من نشهدهم اليوم رموزاً ورجال دولة كان هو وراءهم، وهو من صنعهم ودفع بهم إلى العمل والإنجاز. ‏٨- سلم الراية باكراً لابنه سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله أميراً لقطر إيماناً منه بالشباب وعزيمته وإقدامه ليستكمل العمل والرؤية فاستمر النهج والسير على الطريق الذي رسمه سمو الأمير الوالد حفظهما الله. ‏٩- بلا شك أن سمو الأمير الوالد هو المؤسس لقطر الحديثة، ‏يكفي سموه انه وضع قطر على خريطة العالم، ‏يكفيه ان جعل من قطر مضرباً للمثل في صناعة الانسان والاستثمار فيه بين جميع دول العالم ‏يكفيه جيلاً من الأجداث أحياه، وجعل منه يتبوأ أعلى المناصب محلياً وإقليمياً ودولياً. ‏كثيرة هي الأمور وكثير هو القول حول هذه الشخصية الكاريزماتية الاستثنائية التي ارجو ان يوفيها الفيلم الوثائقي حقها وان يكون في مستوى عمقها التاريخيّ والإنساني. ‏حفظه الله وأمده بالصحة والعافية ‏وحفظ الله قطر في ظل أميرها الشاب سمو الشيخ تميم بن حمد، وحفظ الله شعب قطر الوفي لأرضه وقيادته.