23 سبتمبر 2025
تسجيلتغريب فكري وثقافي وسلوكي يتفشى في مجتمعنا مع الانفتاح الذي يشهده بكل سلبياته وإيجابياته، جعل الكثير من الممارسات السلوكية المناقضة لديننا وقيمنا وأخلاقياتنا تشق طريقها عبر بوابة التمازج مع الآخر بموروثاته العقائدية والثقافية والفكرية دون تقييم في مجتمع متطور مسلم،. فانسلخت الهوية الاسلامية بمفاهيمها القيمية من الشخصية الانسانية بكل مكوناتها لنؤكد بذلك ما أنذر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما للأمم قبلهم في حديث عنه صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لتتبعن سَنَن من كان قبلكم شبراً بشبر،وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضَبّ لدخلتموه،،. وها نحن نرى ما أنذر به رسولنا الكريم، فلم يشهد المجتمع القطري في الأعوام السابقة كما شهده. هذا العام من أجواء احتفالية وشمولية بنهاية السنة الميلادية،، 2018 أسدل ستاره عن نهاية عام ليبدأ عام جديد، انتهى بمظاهر صاخبة من الزينات الموشحة باللون الأحمر، معلنة عن قدوم عيد المسيح وانتشرت معها شخصية بابا نويل، وشجرة الكريسمس المضاءة بالشموع والأنوار وعمت أغلب المجمعات التجارية، وتجاوزت الفنادق والمحال التجارية، كما تغلغلت المدارس الأجنبية، ويستشعر من يراها وبهذه الشمولية وكأنه في بلد ذات طابع أجنبي مسيحي بالإ ضافة ما كان يدور في الأماكن المغلقة خاصة في الفنادق من رقص وغناء وخمور تدار حتى صباح استقبال السنة الجديدة،، في الماضي كان لها وجود ولكنها كانت داخل البيوت وبصورة سرية. ومحدودة احتراما للمكونات الدينية والاجتماعية ولقيم المجتمع. وكان هناك من يستنكر، ومن يمنع، ومن يجادل حين تظهر بوادرها للعيان. …. الآن ومع الانفتاح المجتمعي اختفت تلك السلوكيات المضادة وتمكنت الكثير من الجنسيات في المجتمع باختلاف الديانات والثقافات والأفكار بممارسة عاداتها وطقوسها ومعتقداتها بكل أريحية وعلنا، وأمام مرآى ومسمع المسئولين وأصحاب القرار، لذلك ضجت الوسائط المجتمعية بالاستنكار،حول شيوع الاحتفاليات ومظاهر الزينة باعياد الكريسمس وما يصاحبها من تصوير معها ومع بابا نويل الذي هو يمثل القديس «نيكولاس « كما ضجت بالافتاءات والاختلافات حول جواز أوعدم جواز وحرمة مشاركة المسيحيين أعيادهم بالتبريكات والتهنئة، فمن أجاز التهنئة استدل بقوله تعالى ؛ «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، من باب البر والاحسان، ومن قال بعدم جوازها باعتبار أنها ضربة لعقيدة التوحيد، وبألوهية المسيح عليه السلام والخوف من نشر واعتناق المسيحية والاحتيال من خلال ما يقدمه بابا نويل من هدايا خاصة للأطفال والفقراء وما يصاحبه من ترديد لاناشيدهم الخاصة بتلك المناسبة خاصة في بعض رياض الأطفال لدس السم في العسل كما ذكرت بعض المواقع على منصاتها التواصلية،، مستدلين بقوله تعالى: [ لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ ] سورة الممتحنة (1)، ولكن الى متى !! وهل أصبح الانتشار الإعلاني لإنهاء السنة الميلادية عادة فرضية على مجتمعنا الاسلامي دون أن تحرك النخوة والغيرة الدينية،!! إذن لماذا لا تكون احتفالاتنا بأعيادنا الدينية « عيدا الفطر والاضحى « بتلك الصورة المعلنة وتلك الزينة، !! فأين وزارة الأوقاف ومن بيدهم القرار من الحد من تلك الظاهرة السنوية وتقليص مظاهرها، والتي يزداد بريقها سنة بعد أخرى،، أين المسئولون في وزارة التربية والتعليم عن مظاهر تلك الاحتفالات في المدارس الأجنبية الخاصة قبل أن تصبح منهجاً سنوياً ينتظره الطلبة والأطفال بشغف لاستلام الهدايا من بابا نويل « سانتا كلوز « وترديد التعويذات والأناشيد والتمازج والانصهار مع طقوسهم، والأمنيات في تحقيق أحلامهم !! فكل ديانة لها طقوسها الدينية في كيفية الاحتفال بها ونحترمها، وان اختلفت الآراء حول التهنئة وعدمها الا إنها سلوك شخصي يعتمد على القناعة الذاتية من باب البر والاحسان، « وقولوا للناس حسنا « فلسنا معهم، ولسنا ضدهم في كيفية ممارسة طقوسهم وديانتهم، ولكن الاستنكار والاختلاف في تفشي مظاهر الاحتفالات وامتدادها علناً على أرضية مجتمعنا المسلم، بكل مجمعاته ومراكزه التجارية، وبكل فنادقه ومدارسه الأجنبية دون أن تجد من يوقف مدّها من المسئولين المعنيين في الدولة.