16 سبتمبر 2025
تسجيللفتت انتباهي معلومة قرأتها عن الاتحاد الايسلندي، حيث إن الاتحاد يلزم مدربي الفئات السنية الذين يتعاملون مع الاطفال من سن العاشرة بحصولهم على رخصة تدريب UEFA B وهي رخصة تعتبر متقدمة في شهادات التدريب حيث انها تسمح لحاملها بتدريب فئات سنية اكبر من ١٠ سنوات. والاتحاد الايسلندي ليس الوحيد في اوروبا الذي يفرض مثل هذه المعايير العالية، بل نجد ان اخر ٣ ابطال للعالم فرنسا، ألمانيا واسبانيا تطبق مثل هذه المعايير. في ألمانيا بعد فضيحة الخروج من دور المجموعات في يورو ٢٠٠٠ علم الاتحاد الألماني بأن النجاح يبنى منذ الصغر فعمل الاتحاد على مشروع ضخم يهدف الى تأسيس أكاديميات موزعة على جميع المدن الألمانية وبمدربين مرخصين من الاتحاد الألماني يطبقون خطة عمل موحدة، على سبيل المثال اللاعب الذي يسكن في اقصى الشمال يجد نفس جودة التدريب الذي يجدها اللاعب الذي يسكن في الجنوب. والنتيجة كانت بالتواجد على الأقل في نصف النهائي في البطولات القارية منذ ٢٠٠٦ الى ٢٠١٧.بعد الاخفاقات المتكررة في المحافل الدولية انجلترا فهمت الدرس متأخرا بالمقارنة بالدول الاوروبية ففي السنوات الاخيرة انشأ الاتحاد الانجليزي برنامجا باسم «England DNA» يهدف الى وضع خطة موحدة لتطوير الفئات السنية بالاضافة الى اخضاع كشافين المواهب ومدربين الفئات السنية الى دورات مكثفة لرفع مستواهم لان هم من سيبنون المستقبل الكروي للبلاد. في 2017 جنت انجلترا ثمار هذا البرنامج بالفوز ببطولات عديدة على مستوى الفئات السنية ابرزها اليورو والمونديال.هذه المعلومات دفعتني للتساؤل هل مدربو الفئات السنية لدينا مؤهلين بما يكفي للتعامل مع أطفالنا ؟ النجاح يبنى على مدى السنوات ويحتاج الى عمل تراكمي فهل من يبني الاساس الكروي لدى اللاعبين مؤهل بما يكفي؟ لدي قناعة تامة بأن اكاديمية اسباير تضم نخبة من المدربين ولكن هل كل اطفالنا لديهم فرصة للالتحاق بها ؟ خصوصا واذا لم يتم بناء اساسهم الكروي بشكل صحيح فذلك بلا شك سيؤثر على مستقبلهم الكروي ويؤثر على حظوظهم في الالتحاق بها. لدينا في قطر ستة عشر ناديا وبفضل جغرافية قطر الصغيرة فإن توزيع الاندية فيها يساعدنا على تطبيق التجربة الألمانية، فلن نحتاج الى بناء اكاديميات في المدن والمناطق ولكن يجب علينا الاهتمام بالفئات السنية للأندية. لما لا نستفيد من تجارب الاخرين لنصل إليهم ؟ يجب على الاتحاد القطري لكرة القدم أن يتبنى فكرة تطوير الفئات السنية ويكون هو من يشرف على الفئات السنية للأندية سواء بوضع معايير لاختيار المدربين الذين يبنون الأسس الكروية لدى ابنائنا او وضع خطة عمل موحدة للفئات السنية في جميع الاندية. ألمانيا تعلمت الدرس بعد الخروج من دور المجموعات في يورو ٢٠٠٠ وحصدت ما زرعته. انجلترا استفادت من تجارب الدول المجاورة واكتفت من الاخفاقات الماضي لتصحح المستقبل. ونحن كم خيبة امل او اخفاق نحتاج لنتعلم الدرس ؟ تجربة ايسلندا ألغت شماعة الفشل لدينا بأن قلة العدد السكاني هي من تعوق نجاحنا. النجاح الوقتي سينتهي ويزول ولكن البناء الصحيح سيضمن لنا استدامة النجاح.الإرشاد والتعليم والتطوير لا يجب ان يكون محصورا في علم معين دون غيره خصوصا ان كرة القدم اصبحت واجهة للبلدان.