15 سبتمبر 2025
تسجيلبينما كنت أتصفح موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" استوقفتني تغريدة اللاعب السابق للنادي العربي ومنتخب قطر عبدالعزيز السليطي الذي أعلن عن نيته الترشح لرئاسة النادي العربي. تلى إعلان ترشح عبدالعزيز للرئاسة اندفاع من قبل جماهير النادي العربي لتجديد عضويات الجمعية العمومية، وأرى شخصياً بأن هذه ظاهرة صحية تعكس وعي الجمهور العرباوي الذي ترك الانقسامات والتحزبات السابقة ورغبة منهم في التغيير. لا اعرف عبدالعزيز شخصياً ولم تربطني به علاقة ولكن أعرف بعض الجوانب من مسيرته الكروية وبعض الأمور في حياته الشخصية. الجميل انه صاحب إرادة قوية فلم ينكسر أو يضعف طموحه بعد أن تسببت الإصابات المتكررة في إنهاء مسيرته بل توجه للجانب الإداري وأكمل دراسته العليا "الماجستير" في الإدارة والقانون والإنسانيات الرياضية والتي يشرف عليها الفيفا بالتعاون مع عدة جامعات أوروبية. تجربته كمحلل لدى قنوات بي إن سبورتس أظهرت لي أنه شخص صاحب فهم كروي ونظرة فنية عالية بالإضافة إلى كونه متحدثا لبقا باللغتين العربية والإنجليزية كونه ظهر كمحلل في قناة بي ان ١١ الإنجليزية في نهائي كأس آسيا الأخيرة. كل هذه العوامل والمعطيات تجعلني متفائلاً بعبدالعزيز كونه يملك الخبرة الكروية من مسيرته كلاعب واكتسب الخبرة الإدارية من دراسته الأكاديمية فضلاً عن نظرته وعقليته الكروية "الحديثة". منذ آخر بطولة حققها فريق الأحلام تعاقبت الإدارات، تغيرت السياسات والخطط، تغير اللاعبون المحليون والمحترفون، تم جلب لاعبين أساطير مثل باتيستوتا وايفنبيرغ ومواهب شابة مثل بيسكوليتشي، تغيرت المدارس التدريبية منها اللاتينية، الأوروبية وحتى العربية ولكن ما زال الفريق بعيداً عن البطولات. قد يكون الحل هو تجربة أمر مختلف عن كل التجارب الماضية فلم لا تتاح الفرصة لكوادر شابة تملك فكرا كرويا حديثا قادرا على أن يواكب تطورات اللعبة؟. من يعرفني يعلم جيداً أنه لا مصلحة لي في دعم مرشح على حساب الآخر في النادي العربي، كوني مشجعا لنادي قطر، لكن فوز عبدالعزيز يعني بداية حقبة في الكرة القطرية، حقبة الشباب فكم من مشجع غيور محب لناديه مثل عبدالعزيز السليطي ينتظر الفرصة ليخدم ناديه؟ فوز عبدالعزيز هو فوز لكل شاب قطري محب لكرة القدم. أتمنى أن يعي الكثيرون أن التجديد مطلوب دائماً وأن مواكبة العصر من أهم الأسباب التي تحافظ على تجديد الشغف. عبدالعزيز الآن يملك دوافع ورغبة وشغفا كبيرا جدًا، ومدرك أن الخبرة مهمة لكن الخبرة والشباب أمران لا يتقاطعان بل ممكن أن يتم تغذية كل أمر بالآخر، فما بالك بشخص له باع طويل في هذه المهنة ومحلل وقبل ذلك لاعب وما بينهما شهادات في اللعبة؟ حديثي عن هذا بسبب بعض الانطباعات حول التخوف من الشباب، وزيادة على ذلك من الشخصيات الهادئة التي لم يعرف عنها اندفاعات، لذلك أتوقع بأن عبدالعزيز أحد القرارات التي لربما تساهم في إعادة العربي للواجهة.