15 سبتمبر 2025

تسجيل

باريس بحاجة لخطوة جريئة

16 فبراير 2020

باريس النادي العملاق فرنسياً لم يواكب تطوره الاقتصادي وأرقامه الفلكية على مستوى اللعبة أوروبياً. هناك أسباب.. هناك نظرية مؤمن بها وستشكل واقعا ملموسا وحقيقيا لتغيير المعادلة كلياً للنادي الباريسي فواجهة فرنسا يجب أن يكون شكلاً ومضمونًا لخلق نجاحات تاريخية. أعتقد بانه كان الهدف في بداية مشروع الاستثمار القطري في باريس سان جرمان هو خلق قيمة تسويقية للفريق ونشر العلامة التجارية ونجحت الإدارة بهذا الأمر بامتياز فوضع الفريق مالياً وتسويقياً قوي جداً، فخلال السنوات الأخيرة حقق الفريق قفزات هائلة في ترتيب تقرير " ديلويت " وهي واحدة من أكبر شركات المحاسبة في العالم وتتخصص في الإيرادات. في سنة 2012 كان باريس سان جرمان في الترتيب 41 في العالم أما اليوم فيتواجد النادي الباريسي في المركز الخامس خلف كل من عملاقي اسبانيا برشلونة وريال مدريد، مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ. الأسماء السابقة من أندية النخبة بنوا نجاحاتهم على العنصر المحلي وهذا ما ضمن لهم استدامة أكبر للنجاح والبقاء في القمة ومنذ بداية المشروع وأنا لدي وجهة نظر قد يخالفني البعض فيها ولكن أنا كنت ولازلت مؤمنا بها وهي أن يكون أساس المشروع من اللاعبين الفرنسيين الموهوبين ويكونون نواة الفريق وبعدها يتم تطعيم وتدعيم الفريق بأبرز النجوم العالميين من أمثال " نيمار ". بعد نجاح سياسة خلق اسم تسويقي جاذب للفريق أعتقد بأنه حان الوقت لتتغير هذه السياسة نسبياً ويكون التوجه لجذب اللاعبين الفرنسيين لضمان استدامة النجاح. هذه السياسة كانت سبب نجاح أكبر الأندية الأوروبية فعلى سبيل المثال لا يوجد أي لاعب ألماني أو أي موهبة في الدوري الألماني لا يرتبط بها بايرن ميونخ وهذا يضمن للبايرن الاستمرار في النجاح بتكلفة مادية أقل. في 2014 بايرن ميونخ كان يضم 7 لاعبين من اصل 23 في قائمة منتخب ألمانيا بمعنى أخرى ثلث المنتخب الألماني كان يمثل بايرن ميونخ. الصورة العامة عن باريس حالياً انه نادي نجوم العالم واللاعب الفرنسي لا يجد فرصة والفريق الأساسي لا يضم إلا مبابي, كيمبيمي وأريولا – المعار لريال مدريد - من أبطال كأس العالم. هذا التحول في السياسة يحتاج الى "صرخة" للفت الانتباه وإرسال رسالة واضحة للعالم بأن باريس ينوي الاعتماد على العنصر المحلي. بول بوغبا على الأغلب سيكون متاحا هذا الصيف وريال مدريد الذي كان مهتما وبشدة في التعاقد مع بوغبا بتوصية من زيدان في الصيف الماضي يبدو بأنه صرف النظر عنه. وأعتقد انها فرصة كبيرة لباريس لاستغلال هذا الوضع الذي سيكون الرجل المناسب ليقود هذا التحول. وجود بوغبا سيضيف لباريس فهو رياضي لا خلاف على قيمته الفنية على أرضية الملعب وأثبت ذلك خلال مسيرته، اقتصادياً يملك قيمة دعائية وتسويقية كبيرة يمكن أن يستغلها النادي لرفع القيمة التجارية وجذب عقود رعاية أكبر، وشخصيته القيادية التي أظهرها مع المنتخب الفرنسي خلال المونديال ستساعد على ملء الفراغ المحتمل لخروج اثنين من قادة الفريق في هذا الصيف وهما كافاني وتياغو سيلفا. الولاء والبيئة أمور مهمة للقتال لأجل الفريق والمدينة كذلك العلاقة دائما تكون قوية ومباشرة مع الجماهير وطبيعة المدينة. حتى الدول لا تبنى إلا عن طريق ابنائها، يجب ترسيخ هذا الامر في لاعبي باريس.