18 سبتمبر 2025

تسجيل

مبادرة السعودية وقطر ومصر

30 ديسمبر 2014

يكاد يكون هذا الشهر حافلا بالإنجازات الوطنية والخليجية والعربية منذ بدايته، وذلك ابتداء باستضافة قطر اجتماع قمة مجلس التعاون الخليجي في دورته 35 وعودة البيت الخليجي في ثوبه الجديد، وجدد معه مسيرة العطاء والإنجازات الخليجية وعودة السفراء الخليجيين ويليها الاحتفال باليوم الوطني، وسرد كل الإنجازات الاقتصادية والثقافية والرياضية والصحية والتعليمية والسياسية التي حققتها دولتنا الحبيبية قطر منذ نشأتها ماقبل الانفتاح على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني إلى مابعد الانفتاح في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، واكتسحت شعلة الإنجازات سماء قطر بأكملها تهنئ شعبها وقيادتها بما حققته من مسيرة عمل وعطاء حققتها خلال هذه السنوات، وأثبتت جدارتها أمام العالم بأكمله وتخطت خطوات إنجازية في وقت قياسي ربما لم تصل إليه دول أخرى سبقت قطر في الانفتاح وربما كان مسك الختام مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود خادم الحرمين الشريفين وتوطيد العلاقات المصرية القطرية من جديد وتجاوز هذه المحنة، لما فيه مصالح المنطقة العربية والخليجية بأكملها وليست لدول دون الأخرى، والخطوة التي بذلتها السعودية تحسب لها في تاريخ خطواتها الإيجابية والسياسية باحتضانها قضية ربما أثرت في قلب كل عربي وخليجيي في ظل أزمة الربيع العربي ولم يكن يعلم أحد منا أي مستقبل قادم في ظل هذه الأجواء التي أربكت المنطقة بأكملها، في حين كانت تمتاز العلاقات القطرية المصرية في أعلى ذروتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء على مستوى القيادة أوالشعوب، ومازالت تمتاز بالقوة بين القيادة والشعوب التي تمسكت بعلاقاتها رغم شدة الرياح القوية التي مرت عليهم، ولكنها لم تؤثرعلى عمق العلاقة القطرية والمصرية رغم قوة الإعلام المرئي وغير المرئي في هذه الأيام من سوء استخدام له كأداة مؤثرة على الشعوب، ربما استاء الكثير منا، مماشاهدناه من واقع مؤلم في تفسير وتناول القضايا التي تمس مصر وقطر، لقد كانت هناك علاقة قوية تربط قطرومصر، بخلاف ماتناوله الإعلاميون والقنوات الفضائية العابثة، إلى أن غلبت قوة الحق على الباطل في الوقت الحاضر ووصلنا إلى كل ما نسمو إليه بعودة المياه إلى مجاريها، ونحن بحاجة ماسة كشعوب عربية وخليجية إلى دعم الخطوات السياسية والاقتصادية التي حدثت في الفترة الأخيرة، وأن نحسن استخدام هذه الخطوات ولأنها مسؤولية مشتركة مابين القيادة السياسية والمسؤولين والمفكرين والإعلاميين وأن نستخدم كل أشكال القوة الفكرية والعلمية في التخطيط الاقتصادي والتنموي للمستقبل، ولا نفتح ملفات سابقة تؤثر على تلبية احتياجات الشعوب العربية والخليجية ولاتحقق آمالها وطموحاتها، وفي المقام الأول الأمن والاستقرار وتوفيرحياة كريمة بما يتعلق بالتعليم والصحة ورفع مستوى الدخل الاقتصادي وتحقيق مستوى من الرفاهية الأمنية والاقصادية، وهذا لن يحدث ولن نستطيع الوصول إليه إلابتكاتف الجميع وتحويل المصالح الخاصة إلى مصالح عامة تخدم الشعوب والمنطقة العربية، وربما حرمت منه شعوب في المنطقة العربية، ومايحدث في سوريا والعراق من واقع مؤلم ومريب ولانتمنى الوصول لذلك في يوم من الأيام، ولذا فنحن الآن بحاجة ماسة للتكاتف القيادي والشعبي لدعم البيت العربي وعمود المنطقة العربية(أم الدنيا مصر)لتستمد عافيتها الأمنية والسياسية والاقتصادية بصورة أكبر مما كانت عليه، وتحتضن شعوبها كما عهدناها منذ الأذل في السراء والضراء، وحصانة للبيت العربي بأكمله، وربما على الجانب الآخرلم ننسَ قطر بحكمتها وحنكتها السياسية والاقتصادية ومواقفها الإيجابية والتطوعية، والتي لم تظهر إلا في الشدائد، لها دورقيادي كبير ولن تتراجع في أي خطوة أو قرار يعود لصالح وسلامة المنطقة العربية والخليجية، ولها مواقف نشيد بها بأفعال قبل الأقوال، ولذا فكل منهم مكمل للآخر في مسؤولياته ومواقفه، وأخيرا نهنئ أنفسنا جميعا بسلامة العلاقات المصرية القطرية وكل من خطى خطوة لإزالة الشوائب عنها، والتي جددت عمقها من جديد لتظهر بثوبها الجديد في سلسلة الطموحات المستقبلية، والتي نراها على أرض الواقع تترجم إلى قرارات ومشاريع تخدم طموحات المنطقة بأكملها.