31 أكتوبر 2025
تسجيلما أروعها من خطوة خطاها صاحب السمو أمير البلاد المفدى نحو المرأة في قطر، رفعت الكثير من معنوياتها، وأشعرتها بأنها دائماً من أولويات القيادة الحكيمة لهذا البلد. لقد كان تكريم صاحب السمو أمير البلاد المفدى لخريجات جامعة قطر، مبادرة أثلجت قلوب هذه الكوكبة التي بذلت الجهد وشمرت عن سواعدها من أجل العلم والعمل على البحث والاطلاع، فاستحقت هذا التكريم، إنها خطوة زادت من الدعم الذي تتلقاه المرأة القطرية، خاصة ممن في وضع أمهات المستقبل ومشاركات الرجل في مسيرة التنمية، وتعاظمت لديهن القيمة لتعليم المرأة وتمكينها للعمل والمشاركة الفعلية في النهضة من أجل تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تدعم عمل ومشاركة المرأة في كل مجالات الحياة في المجتمع ولا يمكن أن يتم أي مجال للتنمية إلا بمشاركة النصف الثاني من المجتمع. وهذه الخطوة تدعيم كبير لجهود سمو الشيخة موزا بنت ناصر تجاه المرأة في قطر منذ عام 1996م، والتي بدأت بعقد مؤتمرات المرأة ومناقشة قضاياها واحتياجاتها في المجتمع مما ساعد في نهضة المرأة وزيادة مشاركتها في التنمية، وضخت فيها روح الإبداع في العمل ومواصلة العمل بجانب اهتمامها بأسرتها ومحافظتها على هويتها وعاداتها وتقاليدها العريقة المستمدة من دينها الحنيف، مما حقق للمرأة الكثير من الإنجازات التي بهرت الكثيرين ووصلت إلى المناصب الكبيرة، وكانت مشاركة في العديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية والعربية، وشهد لها الكثيرون بالجدارة والإبداع، وكانت هناك المبدعات والرائدات في مجالات مختلفة التي نفخر بها. ومازلت أتذكر مشاركتي الأولى في مؤتمر بغداد عام 1989م، للمرأة والذي نظمه اتحاد نساء العراق، وكنت المرأة القطرية الوحيدة في ذلك المؤتمر، وتساءل الكثيرون من الحضور عن سبب عدم مشاركة المرأة القطرية وعدم وجود وفد كامل؟ وكانت الإجابة ان الوقت لم يكن ملائما لمشاركة خارجية للمرأة ولكن لم تمض سنون قليلة وإلا للمرأة القطرية وجود في العديد من أمثال هذا المؤتمر وغيره، وكل ذلك بالمبادرات الكبيرة التي ساهمت فيها سمو الشيخة موزا وإعطاء المرأة الفرصة للمشاركة والمبادرة في الكثير من الإبداعات والعطاء في مجال العلم والمجتمع، والحوافز الكبيرة المقدمة للمرأة لمزيد من الإنتاج والجهد للعلم والعمل. ولقد أثبتت المرأة القطرية أنها عند حسن ظن القيادة، فعملت وأعطت وبذلت، فاستحقت ذلك التكريم وحضور سموه إلى الجامعة لكي يسلم بيديه الكريمتين الشهادات للطالبات اللاتي لم تسعهن الفرحة، ولم تغمض لهن أعين، غير مصدقات ما يحدث لهن، ولكن أدركن بعد قليل أن هذا ليس بالغريب على قائد هذه البلاد الذي حقق لها كل وسائل الأمن والراحة، والرفاهية التي قد تحسدنا عليها الدول الأخرى، فكانت ابتسامته لكل طالبة دفعة قوية لمزيد من العمل وبذل الجهد لأن تكون امرأة قطرية تدرك واجباتها وتعرف قيمتها ومسؤولياتها تجاه وطنها بدءاً من رعايتها لأسرتها، خاصة أطفالها رجال ونساء مستقبل قطر، مدركة إدراكاً كبيراً أن مع ذلك تظل محافظة على قيمها وعاداتها التي تستمدها من تمسكها بدينها الحنيف الذي رفع المرأة وكرمها منذ آلاف السنين وأعطاها حقوقها في كتاب الله عز وجل وأوصى بها رسولنا الكريم لأن نحافظ عليها ولا نحاول أن نكسرها فقال "رفقاً بالقوارير". وها هو صاحب السمو ينفذ تعاليم ديننا الحنيف، ويكرم ويقدر المرأة ويجبر خاطرها ويعطيها حقوقها، أدام الله تعالى الصحة وطول العمر على قائد هذه البلاد، وولي عهده الأمين وسمو الشيخة موزا بنت ناصر التي ما فتئت تساند المرأة القطرية.