14 سبتمبر 2025

تسجيل

خريطة فلسطين بين الرفض والقبول

30 ديسمبر 2011

لا بد من تقديم الشكر لكل أعضاء اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب العربية الرياضية التي تمت في الدوحة، ونعبر عن تقديرنا الكبير للجهود التي بذلت من كل الأطراف إعلاميا وأمنيا وتنظيميا بما يليق بمكانة قطر لإنجاح هذه الدورة الرياضية المهمة. كما نقدم الشكر الجزيل والعرفان بجهود المتطوعين الذي خدموا ضيوف قطر في هذه الدورة العربية المهمة ببشاشة وجه وحسن خلق وسرعة إنجاز، ولا بد من الإشادة بجهود الفرق الرياضية التي أسهمت في هذه المظاهرة الرياضية العربية المتميزة وكنا نتمنى بوصفنا الدولة المضيفة أن نتميز بحصاد الميداليات الذهبية لكن هذه هي الرياضة ولا شك بأن حفل الافتتاح كان مؤثرا وكان يحمل رسالات متعددة منها السياسي ومنها الفني ومنها الثقافي، حقا إنها كانت لوحة فنية معبرة. (2) تابعت باهتمام ما تناقلته بعض وسائل " الإعلام الاجتماعي" وكذلك الصحافة عن ظهور خارطة فلسطين مجزأة بين غزة والضفة الغربية، كانت بعض المقالات تعبر عن حقد على دولة قطر وكأنها أتت بمنكر لم يأت به أحد من قبلها، والبعض الآخر كان يعبر عن عتب على ظهور خارطة لفلسطين في محفل عربي رياضي بتلك الصورة والبعض مناصر ومدافع عن ظهور تلك الخارطة المجتزة حبا ودفاعا عن قطر. دفعني ذلك اللغط في هذا الشأن للبحث عن خارطة فلسطين وإمعان النظر في الحدود التاريخية لها، فوجدت أن حدود فلسطين التاريخية كما جاءت في كثير من المراجع تمتد من النهر إلى البحر، وتحد شرقا بوادي عربة ونهر الأردن والبحر الميت والحمة السورية وسفوح هضبة الجولان المطلة على بحيرة طبريا، وتحد غربا بالبحر الأبيض المتوسط ورفح التي تفصلها عن شبه جزيرة سيناء المصرية، وتحد من الجنوب الغربي برأس خليج العقبة وفي الشمال تحد بلبنان بدءا من رأس الناقورة المطل على البحر الأبيض المتوسط غربا ليتجه خط الحدود شرقا إلى قرية يارون ليتجه الخط ذاته شمالا إلى قريتي المالكية وقدس قرب بلدة المطلة ثم إلى تل القاضي ويشكل مسار خط حدود فلسطين مع لبنان صورة إصبع حيث أطلق على هذه المنطقة اسم "إصبع الجليل" وتحد جنوبا برأس خليج العقبة. هذه هي الحدود التاريخية التي حددها الاستعمار البريطاني في أوائل القرن العشرين إلى أن تم انسحاب بريطانيا من فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية وعملت على إقامة دولة إسرائيل في عام 1948 وأعادوا تقسيم فلسطين لتسيطر إسرائيل على معظم الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها إلى دول الجوار ونتيجة للحرب الإسرائيلية على العرب عام 1967 تم احتلال كامل التراب الفلسطيني وما زال الاحتلال قائما على فلسطين بحدوده التاريخية. (3) في عام 1993 وبموجب اتفاقية أـوسلو المشؤومة بين حركة فتح بقيادة ياسر عرفات وطابخ اتقاقية أوسلو محمود عباس والإسرائيليين على منح حكم ذاتي محدد الصلاحيات على الضفة والقطاع لحركة فتح التي كانت في حينه المسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات رحمه الله، والحديث عن الأسباب والمسببات في هذا الشأن يطول وليس هذا موضعه في زاوية اليوم. ما يهمني ذكره هنا هو أن الخارطة التي ضمت الضفة وغزة في بعض أوراق المحفل الرياضي في الدوحة واشتط الحاقدون والمروجون للسلبيات والشائعات للنيل من مكانتنا. السؤال الذي يجب طرحه ألم تقبل السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات رحمه الله ومن بعده محمود عباس بموجب اتفاق أوسلو المشؤوم أن فلسطينهم، وبعد اعترافهم بالحق التاريخي لليهود في فلسطين هي الضفة وقطاع غزة؟ ألم ترسم السلطة الفلسطينية خرائط موقعة من قبل أطراف السلطة تبين أن فلسطين الجديدة هي الضفة وغزة فقط، ألم تقر المبادرة العربية الأخيرة الموقعة في قمة بيروت على انسحاب إسرائيل إلى حدود الخامس من شهر يونيو 1967 وإقامة دولة فلسطين على الأراضي التي احتلت عام 67 واعتبارها حدود دولة فلسطين الجديدة بقيادة السلطة الفلسطينية؟ في المقابل نحن العرب جميعنا يجب علينا عدم الاعتراف بالخرائط التي ترسم حدود وطننا العربي من قبل قوى أجنبية حتى ولو وافقت عليها بعض القيادات العربية. من واجبنا نحن العرب أن نوسع دائرة نفوذنا وحدود سيادتنا كما تفعل بقية الدول، فالخليج العربي يشمل إقليم الأحواز، والأراضي السورية تشمل لواء الأسكندرون، وسبته ومليلا من أرض المغرب وجنوب السودان من السودان، وأوغادين جزء من الصومال، ويجب أن تتضمن الخرائط التعليمية في مدارسنا وجامعاتنا ووسائل إعلامنا على تلك الأراضي، رضي من رضي وغضب من غضب، بريطانيا لم تقبل بفصل جزر المالفيناس "الفوكلاند" عن سيادتها لصالح الأرجنتين رغم بعد المسافة بين بريطانيا والأرجنتين، ودخلت في حرب مسلحة في مطلع ثمانينات القرن الماضي لتثبيت سيادتها على تلك الأرض البعيدة، أليس جدير بنا نحن العرب أن تكون خريطة فلسطين هي الخارطة التي تذكرها كل المراجع التاريخية والجغرافية رغم كل ما حدث من الاحتلال الإسرائيلي لتغيير معالم المدن والمواقع الجغرافية وتسميتها بأسماء عبرية. آخر القول: يجب عدم التفريط في ذرة تراب من أرض العرب لصالح أي جهة كانت، نحن أمة لسنا قابلين للانقراض وعلينا أن نتمسك بمجالنا الحيوي رغم الصعاب ورغم تهاون بعض القيادات السياسية، فالخليج عربي وفلسطين عربية من النهر إلى البحر ولنثبت ذلك في كل خرائط الوطن العربي الكبير وفي الموسوعات الجغرافية..