10 سبتمبر 2025

تسجيل

وإنه لنصر أو استشهاد

30 نوفمبر 2023

أكتب لكم الآن وأنا لا أعلم هل سوف يُنشر هذا المقال وقد مُددت الهدنة الإنسانية لأيام أخرى بعد أن كان قد تم تمديدها ليومين إضافيين بعد انتهاء الأيام الأربعة الأولى منها أو أن إسرائيل قد عادت لنهجها العدائي وعمليتها العسكرية الهمجية والعمياء وقصفها العشوائي الذي يبيد عائلات بأكملها ويرفع من حصيلة الشهداء والجرحى والمفقودين والمهجرين والذين تحت الأنقاض فحتى هذه اللحظة لا يبدو الأمر واضحا وإن كانت الأخبار المتداولة من هنا وهناك تشير إلى أن أيام الهدنة يمكن أن تزيد مع الحديث عن صفقة مباحثات موسعة بين العدو الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يمكن أن تشمل تبادل الأسرى من الرجال والعسكريين وهذا مطلب رئيسي لإسرائيل الواقعة تحت ضغط شعبي ومن عائلات الأسرى أنفسهم الذين باتوا يقومون بمظاهرات شبه يومية أمام مقر الحكومة تارة ومن أمام منزل رئيس الوزراء نتنياهو الذي بدا هو ومجلس الحرب لديه متعنتين جدا بعد عملية (طوفان الأقصى) لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وصرحوا في أكثر من مناسبة أن لا تفاوض مع الحركة ولا مباحثات ولا صفقة تبادل ولا لغة أقوى من لغة القتل والتي يجيدونها بامتياز على عكس سياسة التأني والتباحث وما يمكن أن يفضي إلى ما أصبحوا عليه الآن بعد أن خضعوا في النهاية لتدخل الوسطاء والإفضاء إلى عملية تبادل الأسرى استطاعوا حتى الآن أن يعيدوا ما يقارب 60 أسيرة وطفلا كانوا في قبضة حماس ويفرجوا بالمقابل عن أسيرات وأطفال كانوا في سجون الاحتلال وكانوا يتلقون معاملة أقل ما يقال عنها إنها سياسة تنكيل وانتقام من هذه الأسيرات ومن الفتية الذين خرج منهم بعاهات مستدامة وبأحوال صدمت عائلاتهم والإعلام الذي رافق خروجهم وتسليمهم لذويهم على عكس المعاملة الحسنة التي لقيها الأسرى عند القسام والشهادات التي روتها الأسيرات بعد خروجهن حتى وصل الحال بإحدى الأسيرات الإسرائيليات أن كتبت رسالة طويلة نشرها القسام تشكر أعضاء الحركة على معاملتهم الطيبة معها ومع ابنتها الصغيرة التي لم تكن تشعر أنها تحت الأسر بتاتا وكلنا رأينا الطريقة التي كان يُسلّم القسام أسراه ومساعدته لكبار السن منهن في ركوب سيارات الصليب الأحمر المعني بتسليمهم للجانب الإسرائيلي. ولكن تظل أخلاق المسلمين أكثر رقيا من أخلاق الذين تجرأوا على قتل ما يزيد على 6000 طفل ورضيع وجنين والمرأة الحامل والمدنيين العُزل فأي رحمة يمكن أن نرجوها في مثل هؤلاء الذين نزع الله الرحمة من قلوبهم حتى على أسراهم الذين قُتل منهم بفعل غاراتهم الوحشية على القطاع التي لم تم تترك روحا بريئة ولا مستشفى ولا مدرسة ولا مركز إيواء ولا بيوت الناس إلا وأحالوه رمادا دمارا؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله. حاليا إن كنا نسير لتمديد الهدنة فيمكن القول إنه بعد الزيارات المكثفة لشخصيات ووزراء أمريكيين للدوحة للتباحث بشأن ما بعد تبادل الأسرى من النساء والأطفال بين الجانبين إلى عملية أوسع تشمل الفئات الأخرى من الرجال والعساكر فإن العالم اليوم مضطر إجبارا على تنظيم ساعته الشخصية والبيولوجية على توقيت الدوحة المحلي التي نجحت هذه اللحظة في إقرار هدنة ما كان لأحد أن يتخيلها ولو في منامه أن تحدث عقب كل ما رأينا من نية الإبادة الجماعية المنتهجة من قبل الكيان الإسرائيلي المجرم وهو ما كان يتمناه أطفال غزة وأهلها للملمة الجراح والبحث عن الشهداء تحت ثقل الركام والمأوى والدفء الذي يقيهم من قسوة الشتاء والطعام الذي يبدو شحيحا والماء الذي يشربونه مالحا إن وجد ومحاولة وقاية أطفالهم الذين باتوا يعانون من أمراض معوية شديدة جراء تلوث مياه الشرب وقسوة الظروف الجوية وسط الخيام البالية وانعدام الوقود والغاز والكهرباء وكل مقومات الحياة لا سيما في شمالي القطاع ولذا أدعو الله وأكرر هذا في كل مقال لي أن يوفق بلادنا لما يمكن أن يقتل صوت الصواريخ والقنابل على شعب غزة دائما وأن تتجه الأمور بتوفيق الله ثم بحكمة الدبلوماسية القطرية إلى ما يجعلنا نقول انتهى العدوان الأليم وعظم الله أجركم يا أهل غزة فيما سبق ونحن معكم فيما هو قادم بإذن الله.