17 سبتمبر 2025
تسجيل• عندما تمنح غيرك الفسحة والوقت للإعداد وترتيب الأمور، وتهيئة النفوس والأرواح والعقل والجسد لمتابعة أعماله ونشاطه ودوره.. فإنه يكون بحاجة لذلك.. وعندما يعطى الوقت الكافي للاستعداد لمناسبة أو لامتحان أو لسفر.. فإن تلك الفسحة والوقت دقائقه ثمينة وغالية ومحدودة ولا يمكن أن تهدر أو تضيع سدى دون إعداد وتفكير وتخطيط سليم لها ولنتائجها.. فلكل مجتهد نصيب.. • في اللغة الهُدْنَةُ: المصالحة بعد الحرب، أو فترة تعقُب الحرب يتهيأُ فيها العدوَّان للصُّلح، ولها شروط. فقد تكون الهدنة فترة للإعداد والتخطيط والاستعداد والعداد لاستمرار الحرب والقتال والعودة لساحة المعركة والقتال ! • بين هدنة وهدنة تختلف الظروف.. وتختلف الصور وتختلف الأهداف والغايات! هدنة حرب تأتي بعد قصف وقتل وتدمير وهدم أساسيات دولة مستشفيات ومدارس وجوامع ومنازل.. وبنى تحتية.. فإنها هدنة مهمة تعيد فيها الفكر للعقل والروح المنطلقة للجسد وتعيد ترتيب الأولويات.. • هدنة تفتقد فيها الشهداء والمفقودين والجرحى! هدنة تتفقد فيها منازل وبيوت ومباني تساوت والأرض! هدنة تتفقد فيها أرواح طفولة غادرتها البراءة.. وضاع لهوها خوفا وهلعا! • هدنة تبحث بين الركام وآثار القصف عن ذكريات عزيزة صور حبيبة ودفتر وهدايا.. قد تعيد لحظة فرح وبسمة على الشفاه ! • هدنة قيادة وشعب تبحث عن أرض تربة وطن.. وتبحث عن شجر زيتون.. وتبحث فيه عن ترانيم حزن تداخلت بوجع ودمع مع ألم ووجع فقد! • لم تكن السياسة يوما ساحة نقية ولا ساحة آمنة.. ولا ساحة عادلة في تقسيمها! ولم تكن العلاقات بين الدول قائمة على مبادئ وقيم ثابتة.. وحبر اتفاقيات لا يزول ويمحى! • للأسف.. السياسة تحركها المصالح.. وتحركها العلاقات الثنائية والثلاثية … والرباعية وغيرها على ما يخدم مصلحة قيادة وأعوانه على غيرها من مصالح شعوب منكوبة ومظلومة ومشردة! • تفتقد بعض السياسات لمعنى الحكم الرشيد ومعنى العدل، ومعنى الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى.. • السياسة متى تلوثت ملفاتها بالدماء البريئة فلا أمان لها.. ولا مكان للحق والحقوق والعدل بينها! • ومتى غاب الفكر وفقدت الحكمة من العقول فقدت الأبصار عن البصيرة التي ترى بمنظار العقل والصواب.. • هدنة يوم وأيام تمتد أو تقصر وتعود الضوضاء والحرب والقصف والظلام والقتل والهجوم والهمجية وكأنها استمرار ومواصلة دون هدنة.. فللأسف فقدت الهدنة معناها وأثرها.. • تحتاج الدول المظلومة وشعوبها لقيادات إسلامية وقومية وعربية وإنسانية قبل كل ذلك لتجعل للإنسان قيمة.. وثمنا لا يمكن بيعه برخص!. • تحتاج الأمة بطولات قوية، وقرارات جريئة وتحركا صحيحا وفي مساره لتحقيق النتائج وحقن الدماء… • نعيش زمنا فقدت فيه الإنسانية لمعنى العقل ومعنى شجاعة الرأي وشجاعة الموقف وشجاعة التحرك وشجاعة قول «لا» ورفض قرار وقرارات تنكل بشعوب وتدمرها.. نحتاج قيادة كلمة وقول حق ورفض ظلم على منصات دولية ظالمة ! • آخر جرة قلم: نحتاج هدنة تدرس فيها شجاعة التحرك وشجاعة القول والكلمة وشجاعة القرارات حتى وإن وقفت دولة وعدد من الدول معها، فإن الاستمرار والإصرار على المبادئ من الثوابت التي تمنح القوة وتمنح الحضور وتعطي نتائج وأثرا سيبقى أثره وإن غادرت القيادات ورحلت عن كراسيها.. التاريخ لا يرحم.. يذكر ويدون بضمير قلم وذاكرة مكتوبة ومصورة لكل المواقف والصور.. صوتا وصورة.. لكل كلمة حق قيلت ولكل موقف جبان يتوارى خلف الأنظار.. ويراعي فيه مشاعر عدو لا يأمن له مهما كان.. لنتعظ من التاريخ..