14 سبتمبر 2025

تسجيل

ومع هيمنة اليهود العالمية.. تتهوّد المعرفة 1 - 2

30 نوفمبر 2023

كتاب يتحدث عن اليهود كأباطرة تزييف التاريخ وإعادة صياغته، بل وتزوير المعرفة على المستوى العالمي لا سيما العلمية والأكاديمية منها، بغية صبغها بكل ما هو يهودي! إن معشر اليهود يجاهدون في إلحاق نسب كل فرد ذي شأن في الحياة إلى عرقهم، حيث يذكر التاريخ محاولتهم استمالة العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين ومعه الممثل الكوميدي شارلي شابلن للالتحاق بنسبهم، العرض المغرض الذي قوبل بالرفض من الاثنين، وكذلك محاولتهم الفاضحة في تزييف الأنساب وإلحاق الشاعر طاغور والناسك بوذا لليهودية، ومن قبل عيسى عليه السلام بل والدين المسيحي ككل. وكما لا يخفى، فقد ملأ اليهود العالم صخباً بأكذوبة محرقة الهولوكوست التي وقعت أيام النازية، وقد بالغوا أيما مبالغة في أعداد ضحاياهم الذين فتك بهم الزعيم الألماني هتلر في أفران الغاز، في الوقت الذي عمدوا فيه إلى طمس كل كارثة إنسانية أخرى من أجل الاستئثار بالتعاطف العالمي والاستفراد بعقدة الاضطهاد.. فمن تم اضطهاده من قبل تم إيعاز أسبابه للدين أو للسياسة، أما هم فقد تمت معاداتهم ومحاولة إبادتهم لأنهم يهود وحسب.. كما صوروا وادعوا. يؤكد الكاتب ادعائهم هذا بقوله: «ولذلك يحس القارئ أو الباحث أن التاريخ مهوّد، والمعرفة كلها مهوّدة. وإذا لم تكن لديك حساسية نحو الموضوع تحس، كما يحس أي قارئ آخر لهذه الموسوعات والأبحاث في العالم (في الصين أو المكسيك أو غانا) أن تاريخ البشرية وخاصة في منطقة ما يسمى بـ «الشرق الأوسط»، تاريخ يهودي، أو أنه لا تاريخ لها إلا عند اليهود. لقد بدأ باليهود، ولليهود وحدهم فضل إيجاده وحفظه». لذا، يحاول الكاتب تسليط الضوء على هذا التاريخ الزائف، والذي تغلغل بعمق ضارباً جذوره في الذاكرة البشرية، إلى درجة يظهر فيها ذلك الزيف بمثابة مسلّمات، وحقائق تاريخية راسخة. إنه (ممدوح عدوان 1941: 2004)، كاتب وروائي وشاعر سوري، حصل على درجة أكاديمية في اللغة الإنجليزية، وعمل في الصحافة والتدريس والكتابة والنقد والترجمة، وترك ما يقرب تسعين مؤلفاً في الشعر والنثر والرواية والأعمال المترجمة، والكثير من سيناريوهات المسلسلات التلفزيونية والمقالات الصحفية، ونال بها عددا من الجوائز العربية. لذا، تعتمد هذه المراجعة على الطبعة الثالثة الصادرة من كتابه عام 2016 عن (دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع)، وهي تتطرق إلى قدر من المزاعم اليهودية التي لا تقف عند حد، وباقتباس يخدم النص (مع كامل الاحترام لحقوق النشر): تظهر النعرة اليهودية على أشدّها واليهود يمجّدون الفتح المقدّس لأرض الميعاد الذي أتى به أسلافهم، إذ «لطالما اعتقدوا بأنهم ما جاءوا إلى «أرض الميعاد» الأمريكية إلا لتأسيس دولة «عبرية» تحكمها شريعة موسى على صورة الدولة التي كان يحلم بها الغزاة الإسرائيليون القدامى. أما أولئك «المتوحشون» الذين يعارضون «دولة إرادة الله»، وما أصبح يعرف لاحقاً بـ «القدر المتجلي»، (وهو مبدأ شوفيني يرى أن التوسع الاستعماري في أمريكا ليس محتوماً فقط، بل هو مقدّر من الله)، فإنهم ليسوا إلا مخلوقات الشيطان التي أحل الله لشعبه المختار أن يبيدها». وهنا، حُق للكاتب أن يطرح استفهاماً تقريرياً نحو ما صرّح به أحفاد أولئك الغاصبين، قائلاً: «هل يلتقي هذا الكلام مع تصريحات رجال الدين الأخيرة في إسرائيل المعاصرة التي شبهوا فيها العرب بالأفاعي والعقارب، والتي يقولون فيها إن الله قد أخطأ حين خلق العرب، وأنه لا حل أمام الإسرائيليين إلا بإبادتهم؟». وفي مقابل قدماء اليهود وحقيقة السبي البابلي الذي تعرّضوا له، تُصبح مأساة الهنود الحمر ليست ذات شأن، حيث «مسألة أن تكون إبادة الهنود الحمر مأساة مريعة، هذه تصبح من الماضي المنسي»، وهي المسألة التي إن تم استرجاعها فليس بذاك القدر من الأهمية، لسببين: «أولاً ليس هناك من يذكر بها من أهلها. ثانياً هؤلاء من «الأغيار» الذين حلّ محلهم شعب مختار». وحسب ما صرّحت به مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، فإن طينة البشر تتفاوت، إذ قالت: «يبدو من الضروري غالباً أن يفنى شعب من طينة أنقص ليظل الشعب ذو القدرات الأعلى» فهؤلاء وثنيون متخلفون مثلهم مثل سكان أستراليا أو همج أفريقيا «نحن نتكلم عن البشر، لا عن هؤلاء»». أما عندما يتطرّق الأمر إلى المذابح التي تعرّض لها الأرمن، يتحول الأمر إلى شكل من أشكال المنافسة! فهؤلاء يحظون بتعاطف كبير لا سيما من قبل الأوروبيين باعتبارهم مسيحيين، وقاتلهم هو (العثماني المسلم)، العدو المشترك، غير أن اليهود لا يعجزهم التزييف، ولا يقف عند سيل مزاعمهم سد! يقول الكاتب في هذا: «وأكبر المعارك كانت للتعتيم على مجزرة الأرمن في مطلع القرن، والتي لا يشك أحد أنهم قد قتلوا لأنهم أرمن! هؤلاء قد يتحولون إلى منافسين على ضمير العالم، فهم مسيحيون يمكن أن يؤثروا على الضمير الأوروبي، وقد قُتلوا لهذا السبب، وقاتلهم هو الخصم المشترك «الإسلامي العثماني»». لكن الباحثين اليهود يبررون للعثمانيين قتلهم، فقد كان «عن طريق الخطأ». هذه هي الذريعة! خطأ الوالي أو العسكر المرافقين أو العقيدة الإسلامية».