14 سبتمبر 2025

تسجيل

مغامرة في سوق واقف

30 نوفمبر 2022

بالأمس وأثناء تجولي في سوق واقف وهو المكان الأكثر شعبية وحضوراً من الآلاف من المشجعين الأجانب ومن مختلف الجنسيات الغربية والعربية على حد سواء وقد قصدت فعلا الذهاب لهذا المكان السياحي والذي يعد معلما جميلا وشعبيا من معالم قطر رغم أنني من الذين يعانون من فوبيا الأماكن المزدحمة ولكن مع هذا فقد فضلت أن استغل هذه المناسبة الكبيرة التي تمر بها البلاد وهي استضافة كأس العالم 2022 لأتغلب أولا على هذه العقدة المتأصلة في داخلي منذ الصغر بالإضافة لرغبتي الكبيرة في أن أحتك بهؤلاء المشجعين واحاول الاندماج معهم ومحاولة قراءة أفكارهم وانطباعاتهم عن المونديال على أرضنا وبالفعل توجهت منذ الصباح لسوق واقف وأنا متحمسة لهذه المهمة التي كلفت بها نفسي اختيارا لأنني في الأول والأخير مغردة وكاتبة وأعلم أن ما يجب أن أكتبه يجب أن ينطوي على مصداقية كبيرة وقد اخترت لرحلتي هذه أقرب صديقاتي ممن تشاركني الرغبة نفسها وذهبنا ومنذ اللحظة الأولى التي وصلنا بها جاءنا شعور وكأننا لأول مرة نحضر للسوق أو كأننا نحن السياح والمشجعون الذين يقدمون لأول مرة إلى قطر ولسنا من أهل قطر الذين أتوا ورحلوا عن السوق مئات المرات ولكن وصدقا أقول أنني شعرت وكأنني لأول مرة أحضر إلى (واقف) من الجو العام الذي رأيته والأجواء الإيجابية التي رأيتها سائدة رغم أن المباريات التي كانت بالأمس بدأت في السادسة مساء ولكن مع هذا توافد المشجعون على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم منذ الصباح الباكر ومن هنا بدأت (مهمتي) إن صح التعبير مع صديقتي التي بدت متحمسة أكثر مني في أغلب الأوقات لشدة ما تشبعنا من العداء الأوروبي لبلادنا ومحاولته التأثير على نجاح المونديال تنظيميا وأداءً ومفاجآت كروية ومستويات فنية وتغلغلنا بين مشجعين ألمان وقد اخترت أولا أن آخذ انطباعا منهم باعتبار أن ألمانيا كانت أكثر الدول صراحة وعلى المستوى الرسمي من صرحت بأن اختيار قطر لاستضافة كأس العالم كان اختيارا غير موفق وجاء ذلك على لسان وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر التي صرحت بأكثر من هذا واعتذرت عما قالته لاحقا فتقدمنا لهؤلاء المشجعين من الجنسين وقد أحضرنا معنا سلتين من الورد والتمر المغلف لتوزيعه على الذين نتقصد الحديث معهم والحمدلله فقد نالت هذه (السياسة الناعمة) إعجابا لطيفا وانطباعا جميلا عن بنات قطر والصراحة أن الألمان كانوا في منتهى الكياسة واللطف وعبروا جميعهم عن إعجابهم ببلد المونديال العربي المسلم ولم تخل الجلسة من مناوشات صغيرة مني حيث سألتهم إذا ما كانوا يوافقون ما قالته وزيرة الداخلية لديهم أو محاولات التشويه التي يشنها الإعلام الألماني والأوروبي عموما على قطر لاستضافتها كأس العالم 2022 والحقيقة أنهم لم ينتظروا إكمال تساؤلي حتى أشار لي منهم بيديه بعلامة الرفض والقول سريعا ليأتي كل هؤلاء إلى الدوحة ليتبين لهم عكس ما يقولونه واشادوا بالأمان والهدوء والتنظيم وبالفعاليات المصاحبة للبطولة وأنهم سينقلون ما رأوه إلى ألمانيا إذا ما طلب أحد ما رأيهم فيما رأوه وعاشوه في قطر وقد كنت فعلا سعيدة بهم تماما كما سعدت بمجالسة مشجعين من أمريكا وإنجلترا وفرنسا وبلجيكا وكرواتيا والدول الإفريقية ممن يتحدثون اللغة الإنجليزية والحمدلله أنهم جميعهم لم يشتكوا من شيء واحد في هذه البطولة حتى مع قرار منع تناول الكحول في الملاعب وحولها رأينا كم هي نسبة التجاوب مع هذا القرار الذي قال أحد مشجعي الأرجنتين المقيم مع عائلته في فلوريدا بأمريكا أن هذا القرار جعله مطمئنا على عائلته بشكل تام، فالوضع يصبح جنونيا في حال الفوز أو الهزيمة مع المشروبات الكحولية وانتهت مغامرتنا الصغيرة هذه وحضرت لكتابة هذا المقال سريعا وأنا حقا منتشية بما رأيت وعايشت والتمست هذا اللطف والإعجاب من المشجعين الذين بإذن الله سوف تفند كل شهاداتهم ما يقدمه إعلامهم الأصفر من إساءات وافتراءات كاذبة على قطر بحول الله وقوته.