11 سبتمبر 2025

تسجيل

يدٌ حـرة ويـدٌ مغلـولة !

30 نوفمبر 2020

(يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني) هل تعلمون بأن هذا اليوم كان بالأمس الأحد الموافق 29 نوفمبر؟! وأنه كان يجب علي وعليك وعلى كل عربي ألا يفوت هذا اليوم الذي كان يجب فيه أن نثبت على موقفنا من قضيتنا الأولى وهي قضية فلسطين التي يحاول كثيرون طمسها من اهتماماتنا ومباحثاتنا ولا شك إسقاطها من ذاكرتنا المترهلة التي باتت تنسى من يجب أن يتصدر قوائم أولوياتها ومن يجب أن ينحسر عنها ونحن كشعوب عربية أولى بأن نوقد في دواخلنا دائما شموعا تذكرنا بأن الطريق إلى القدس يجب أن يمر من باب حل القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ ما يقارب قرناً من الزمان والتسليم بأن إسرائيل لا تزال كياناً مغتصِباً ومحتلاً، في حين بات هذا الكيان دولة له حقوق مسلوبة في الذمة الفلسطينية والعربية في نظر بعض الدول الخليجية التي تتبوأ صدارة المطبّعين بصورته المشوهة التي تنتقص من حق الجانب الفلسطيني على حساب تعزيز الوجود الإسرائيلي الذي أعترف أنه أصبح واقعاً لا نستطيع إنكاره مهما فعلنا مادام الحل اليوم هو إقامة دولتين على أرض واحدة وليس طرد المحتل لتعود دولة واحدة على أرض واحدة للأسف. ولذا من السهل جدا أن ننسى هذا اليوم لنتذكر كيف يمكننا أن نتضامن مع شعب يدخل كل يوم معركة مع عدو يراه هو بمفرده أنه عدو، بينما أصبح هذا العدو اليوم حليفاً وصديقاً لكثير من الشخصيات الخليجية والعربية وبتنا نحن الشعوب العربية مشغولين بتتبع تلك العلاقات ونسينا أننا يجب أن نقف مع من يدخل معاركه مع الإسرائيليين ويخسر حياته وحياة أبنائه لكنه أبدا لا يخسر قيمة كرامته التي بقيت الوحيدة الحية في هذا الشعب الذي لم يعترف بكل قرارات مجلس الأمن في إعطائه القدس الشرقية عاصمة له، بينما تأخذ إسرائيل الأجزاء المتبقية منها والذي لم يعترف أيضا ببقاء الكيان الإسرائيلي على أرضه كصاحب أرض شرعي لها ولم يعترف به كدولة بل إنه حتى الآن لا يرى قيمة لأي عملية سلام صارت في الماضي السحيق أو سوف تستكمل دورها في المستقبل المجهول ولا يعطي أهمية لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا بافتتاح سفارته في قلبها أو نقل سفارات أوروبية أيضا إليها فهو شعب يناضل ويقدم روحه على طبق من الذهب لأجل أرضه، ولا يهمه أن يتوقف لأجل مصلحة حكومة بلاده التي تتهلهل بين خلافات داخلية أو انقسامات وبين مساعيها لتكوين علاقات متميزة مع الحكومات الخارجية أيا كانت جنسياتها أو توجهاتها. وعليه فإننا كشعوب يجب أن نجرد أنفسنا من تبعية من يفصل فلسطين إلى أرضين إحداها بقلب طبيعي فلسطيني والآخر بقلب صناعي إسرائيلي ولنظل نهتف بأن فلسطين ما هي إلا أرض عربية المنشأ فلسطينية الجنسية والأصل والتاريخ وأن شعبها يستحق التضامن الذي يستحقه رغم كل المؤامرات التي تحيط بقضيته ورغم كل مظاهر التطبيع التي تنتقص من حقوقه ورغم كل التشويه الذي يلحق بملاحمه البطولية والتضحيات التي يقدمها وتجد لها صدى عند القليل من الزعماء ومنهم ملك الأردن الذي لايزال يسجل موقفه الحازم من وصاية بلاده على القدس وتحيته التي أرسلها من عمّان لكل المقدسيين على صمودهم بمناسبة هذا اليوم الذي مر مرور الكرام على كثير من الشعوب والحكومات العربية، ولكن تأبى الأردن إلا أن تؤكد على لسان ملكها بتمسكها بالوصاية على مدينة القدس المحتلة وأن القدس الشريف كانت وستبقى محور اهتمام الأردن ورعايته والوصاية عليه واجب ومسؤولية تاريخية ودينية منذ أكثر من عام وبموجب اتفاقية دولية سميت باتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1994. سنظل متضامنين رغم أننا لم نعد نستطيع على أكثر من هذا وسنبقى متعاطفين رغم أن التعاطف لم يعد يكفي في هذا الوقت ولكن يكفي هذا الشعب أن يجد حوله من يتضامن ويتعاطف في الوقت الذي يرى يده حرة غير مغلولة مثل أيدينا! وقف الكلام !. [email protected]@ ebtesam777@