27 أكتوبر 2025
تسجيللقيت من يشاطرني الرأي عن مقالي الإثنين الماضي في هذه الزاوية وهو رأي يجمع عليه كل من يرى أفعال الدول الشقيقة وتماديها في عنفوانها ضد قطر، فهذا عمرو عبدالهادي وكيل مؤسسي جبهة الضمير الديمقراطي في مصر ينشر على حسابه موضوعاً متقارباً عن الغصة التي يحملها الشعب القطري في جوفه من فعائل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.. ويختزل ذلك في جملة فوائد أوجزها لكم لنرى قطر في عيون الآخرين:- - استفادت قطر من زمن الحصار بإنهاء التزامها الأدبي تجاه بعض جيرانها فقامت بالتحرر من ذلك، مما جعلها تكتظ من الزوار لها بنسبة إشغال للفنادق في مناسبة الأعياد وصلت لـ 100 %. - تنوع المنتجات الغذائية، وانفتاح السوق القطرية على أسواق جديدة، وخاصة منتجات الألبان التي احتكرتها شركات سعودية على مدار 10 سنوات سابقة. - جاء الحصار بمثابة ترويج عكسي لها، فأصبح المواطن الغربي يسمع عن قطر في إعلامه مما جعل منها مادة للتداول الإعلامي العالمي، فمنح قطر دعاية جعل الجميع في دول العالم يريد أن يرى قطر تلك التي يتحدث عنها الجميع. - الحصار كسر الهيمنة الأميركية في منطقة الخليج؛ حيث إن قطر الآن تحررت من الصديق الواحد والحامي الواحد، وأصبح لديها أصدقاء جدد وقاعدة أخرى هي تركيا. - انكشاف كل المؤسسات المستترة التي كان بعضها ينال الرضا والثقة القطرية، فأصبحت كل تلك الأدوات عارية تماماً، وستحتاج القيادة الجديدة هناك إلى سنين لتجميل وجهها، بل صنع غيرها. - تغيير وصف الأمير تميم وانتقاله لدى الشعوب العربية من مرحلة حاكم دولة قطر إلى مرحلة قائد يرعى الثورات العربية والقضية الفلسطينية التي تنازل عنها الجميع، كما انتقل أيضاً بالنسبة لحكام الخليج من أمير شاب أتى حديثاً للحكم إلى رئيس محنك لا يستهان به. - انتقال الجزيرة الإخبارية من مصاف القنوات العربية إلى مصاف القنوات العالمية، رغم نطقها بالعربية وحيازة الشبكة عموماً دعاية مجانية لم تكن تحوز عليها إلا بشق الأنفس. - وقوف القيادات والأجهزة القطرية على الاختراق الداخلي للسوق المحلية، ورأينا هذا في شركة أوراق مالية تمتلك الإمارات حصة من رأسمالها، وهذا العدد الضئيل يؤكد يقظة الأجهزة، وتحريها عن الشركات التي تطلب الاستثمار في السوق الخليجية قبل اكتتابها. - تماسك جبهة قطر الداخلية حيث لم يخرج معارض واحد للنظام في قطر رغم تهديدات خلفان ودحلان وغيرهما من مدفوعي أبوظبي. - رسخت مواقف قطر عند المواطن العربي أنها كعبة المظلوم منذ المؤسس، ورسخها الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني. - سياسة قطر الآن أصبحت على مستوى العالم قوية واضحة راسخة متينة، وأثبت هذا الحصار أن سياسة قطر الاستثمارية اتسمت بالنضوج عن مثيلاتها في الخليج حيث إن قطر وزعت استثماراتها الخارجية بين بريطانيا وأميركا وأوروبا. - سقوط هيبة دول الحصار بأنها أصبحت مادة دسمة للتهكم لدى الشعوب العربية. ختاماً كما قال عمرو عبدالهادي: إن هذا الحصار سيذكر في تاريخكم كفتح مبين ونصر عظيم، استطاعت قطر الحد من سايكس بيكو جديدة، والإبقاء على أمل الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. أزمة الحصار جعلت العالم يشهد بنجاح الدبلوماسية القطرية عالمياً على دبلوماسيات الدول الأربع. وسلامتكم [email protected]