10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتفضت الشعوب العربية فصنعوا هاشتاقا: "حلب تباد بسكوت العرب"، نشروا فيه خواطر الغضب حول ما تتعرض له تلك المدينة الصامدة من قصف روسي لعين من الجو، وهجوم شبيحة بشار ومرتزقة (حزب الله) وقطيع الحشد الشعبي على الأرض.قصف المدنيين بكافة أنواع الصواريخ وبالكيماوي، وصلت إلى حد قصف المؤسسات الطبية حتى لم يعد هناك مستشفى واحد في الخدمة.تجولت في الهاشتاق وتذكرت شقيقة حلب، فموصل العراق تتعرض لتصفية سنّتها بجرائم سوداء بغيضة، وصلت إليها بعد أن تجولت طائفية الميليشيات الإيرانية في مدن عراقية أخرى، وفي ظل دعم وغطاء سياسي وحكومي عراقي وغربي.كنت أتساءل: خلال القرن الماضي فقط، كم مأساة وكارثة عاشها المسلمون، والنتيجة كانت واحدة؛ فلا معتصم ولا صلاح الدين ليلبي نداء المستغيثين وينتصر للمظلومين والمستضعفين. في أبريل من العام 838 للميلاد، خرج المعتصم بجيش عرمرم استجابة لنداءات واستغاثات وصلته من المسلمين، إذ هاجم ملك الروم "توفيل ميخائيل" ديار الإسلام، ووصل إلى مدينة "ملطيّة" حيث استباح فيها دماء المسلمين ومثَّل بهم وسحل نساءهم في الشوارع، وأسر منهنَّ أكثر من ألف امرأة. ولما وصلته صيحة الاستغاثة من امرأة هناك أن "وامعتصماه"، تحرك لنجدتها ولم يرجع إلا بطرد الروم وتحرير أحصن مدنهم "عمّورية". اليوم، انتهت تلك النماذج من تاريخنا، فما عادت لهذه الأمة فزعات كتلك، وها نحن عايشنا - في التاريخ الحديث - ماذا حلّ بفلسطين من نكبات منذ منتصف القرن الماضي حتى يومنا هذا.ثم تتالت النكبات في بلاد الإسلام، فها هي أراضيه تُغتصب وتنتهك من أفغانستان إلى العراق وسوريا، حتى مجازر ومحارق المسلمين في بورما وحلب والموصل، ولم نجد من يهبّ لينتصر لهم ويوقف شلال الدماء المتواصل بحقد ديني وطائفي منقطع النظير، بمشاركة روسية – أمريكية وتآمر غربي وأممي فاضح.باتت أقصى مظاهر الغضب عند المسلمين صورة في الانستجرام أو تغريدة عبر تويتر، بينما المحارق والمجازر والمجاعات والتشريد والقصف والاغتصاب يطال ديار المسلمين شرقا وغربا.لن تنهض هذه الأمّة إلا بوقوفها صفا واحدا كالبنيان، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.لن تقوم لهذه الأمّة قائمة وهي ترى أطرافها تقطّع وعواصمها تنتزع منها واحدة تلو الأخرى بتآمر دولي شنيع، ليعلو على مآذنها تراتيل مغول العصر وأحقادهم الدفينة. انحنت ظهورنا فوطئها الخبيث والخسيس والنّجس، ولن تتطهّر أمتنا إلا باتحادها وبنبذ فرقتها وطرد الخَبَث الذي تغلغل في عروقها. اللهم بدّل حال أمتنا إلى أحسن حال.